أكرم
مانشستر يونايتد وفادة ميلان بعد أن سحقه برباعية نظيفة في إياب دور الـ16
من دوري أبطال أوروبا في المباراة التي أقيمت على مسرح الأحلام أولد
ترافورد.
بدأت المباراة ساخنة من جانب مانشستر فسدد روني قذيفة في
الدقيقة الرابعة فمرت بجوار القائم قبل يلحق بها أنتونيو فالنسيا ثم سدد
جاري نيفيل كرة أخرى بيسراه.لكنها علت القائم
رد الميلان بفرصة هائلة لرونالدينيو
بعد خطأ في تشتيت الكرة من ناني لكن البرازيلي لعب الكرة برأسه لتمر بجانب
قائم الهولندي فان دير سار قبل أن يضيع مواطن الأخير لكلاس يان هونتيلار
كرة أخرى مهدراً فرصة خطيرة للميلان واختتم نيمانيا فيديتش مهرجان الفرص
برأسية علت القائم بقليل.
وكان من الطبيعي أن يأتي هدفاً من أي
جانب بعد وابل الفرص هذا، فمن هجمة مقطوعة من دفاع الميلان وقادها جاري
نيفيل رفعها قائد اليونايتد بخبرة السنين دقيقة جميلة على رأس روني الذي
بات يعرف طريق مرمى الميلان برأسه بعد أن أحرز هدفه الثالث في مباراتين
برأسه مفتتحاً النتيجة لليونايتد في الدقيقة 13.
انفتحت المباراة
بطريقة كبيرة، فالمهمة باتت شبه مستحيلة على الروسونيري الذي أدرك أنه
يتعين عليه أن يرمي بكل ثقله في الهجوم لكن الحيرة باتت كبيرة، فهل يندفع
للهجوم ويتلقى هزيمة كبيرة أم يلعب بطريقة هدف مثل عشرة.
مرت
الدقائق بدون فرص تذكر وإن بدأ الميلان يستحوذ على الكرة بشكل أكبر ويركز
هجماته على الجبهة اليمنى عبر إنطلاقات أباتي ومساندة فلاميني لكنها بقت
هجمات بدون أنياب.
بدأ ميلان في التحرك بشكل أكبر بعد
تعاون مثمر بين بيرلو ورونالدينيو لكن الزخم الهجومي الذي كان يحتاجه
الميلان ليحرز ثلاثة أهداف بقى غائباً تماماً فالكل كان يعلم أن المهمة
صعبة وصعبة جداً بعد رأسية روني.
شيئاً فشيئاً عاد مانشستر ليتبادل
السيطرة مع الميلان واستمر يكثف هجماته من الجبهة اليمنى وكان واضحاً أن
لاعبين اليونايتد يبنون الهجمة كلها على إيصال الكرة لجاري نيفيل لكن
عرضياته أصابها حسد الجميع بعد عرضية الهدف الرائعة فباتت في منتهى السوء.
لكن
لمسة ساحرة من بيرلو في الدقيقة 40 أوصلت أباتي إلى وضعية جميلة للعب
عرضية أرضية خرجت إلى ركنية بعد تشتيت باتريس إيفرا لتتكرر الركنية ويستمر
ضغط الميلان الذي كانت أخطر كراته "شبه" فرصة لبيرلو الذي حاول السيطرة
على تمريرة هونتيلار الرأسية لكن دفاع اليونايتد أخرج الكرة قبل أن يسددها
المايسترو في المرمى.
لكن أصحاب الأرض ردوا بتمريرة جميلة من ناني
إلى دارين فليتشر الذي سدد كرة قوية في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي
لكنها مرت بجوار القائم لينتهي الشوط الأول بتقدم لليونايتد وأداء سلبي في
أغلب الفترات.
مع بداية الشوط الثاني أجرى ليوناردو تغييراً
مغامراً بإشراك كلارنس سيدورف بدلاً من المدافع بونيرا ولسان حاله إن لم
اغامر فمتى أفعل ..؟!
لكن المغامرة انتهت بسرعة وبسرعة
جداً فمن خطأ وكرة مقطوعة جديدة من تياجو سيلفا انقض ناني وخطف الكرة
وانطلق بها من الناحية اليسرى ليمرر كرة رائعة قاتلة بوجه قدمه الخارجي
إلى روني الذي لمسها لمسة بديعة قبل ديدا محرزاً هدفاً في الدقيقة الأولى
من الشوط الثاني ومنهياً كل شيء بعد أن وقع على هدفه الـ30 هذا الموسم مع
الشياطين في مختلف المسابقات..
الأمور حُسمت والمباراة انتهت وبدأ
لاعبو اليونايتد في الإستعراض ولهم كل الحق فالمباراة انتهت بسهولة أكبر
مما كانوا يتخيلون، فسدد أنتونيو فالنسيا كرة كان يحلم بلعبها في مكان آخر
غير البلاي ستيشن لتعلو القائم.
حاول الميلان حفظ ماء الوجه فضغط
واستحوذ لكنه استمر إستحواذ غير فعال في ظل النظام الدفاعي المحكم الذي
استمر اليونايتد عليه رغم ضمانه النتيجة بنسبة كبيرة وإن لاحت للروسونيري
فرصتين فلعب هونتيلار رأسية ضعيفة ومرر سيدورف كرة بينية إلى رونالدينيو
لكن فان دير سار شتتها.
هدأ
نسق المباراة لكن سكولز لم يهدأ إذ أرسل جي سون بارك إلى إنفراد من الجبهة
اليمنى فوضعها الكوري الجنوبي على يمين ديدا محرزاً هدفاً ثالثاً في
الدقيقة 59 ليبدأ الجميع في التفكير في الفارق بين الكرة الإنجليزية
والإيطالية.
الحدث المهم في الدقيقة 64 كان في
العودة المحملة بالمشاعر لدافيد بيكام إلى أولد ترافورد، الملعب الذي عرفه
الجميع من خلاله ليشترك نجم الميلان بدلاً من أمبروزيني أعقبه تغيير
بدقيقة لنجم جديد في سماء الأولدترافورد اسمه "الجولدن بوي" ويدعونه
بـ"روني" الذي شارك بيرباتوف بدلاً منه قبل أن يخرج أحد نجوم المباراة
جاري نيفيل ويشترك الناشئ رافائيل بدلاً منه وأخيراً يشترك فيليبو إنزاجي
بدلاً من ماركو بورييلو أو إنه "شبح" بورييلو ؟
بعد مهرجان
التغييرات عادت المباراة وعادت معها الفرص في الدقيقة 70 بتسديدة قوية من
فلاميني ارتطمت بإنزاجي وغيرت من إتجاهها لكنها وجدت قدم الحارس الهولندي
فان دير سار الذي ظهر أخيراً رغم الإستحواذ الأكبر للميلان.
وعلى طريقة "قل للزمان ارجع يا زمان"
سدد بيكام كرة رائعة في الدقيقة 74 هي الأولى له منذ 7 سنين في ملعب
الأحلام لكن دير سار قرر أن الليلة هي ليلة بدون هز شباكه.
بدأ
مانشستر في فك الضغط بفضل مجهود كبير للمنتعش جيبسون الذي شارك بدلاً من
سكولز لكن الفريق لم يكن راغباً من الأساس في الهجوم فالمهمة تم إنجازها
والبريمييرليج يحتاج لكل قطرة عرق مبذولة في مباراة اليوم.
لكن عرضيات بيكام بقت هي الأخطر للميلان وإن تكفل فيرديناند بإبعاد أخطرها قبل إنزاجي.
لم
تكن المباراة لتنتهي دون هدف رابع في الدقيقة 88 من أحد نجومها دارين
فليتشر الذي حول عرضية بارك برأسه في مرمى ديدا ليلقن مانشستر الميلان
درساً قاسياً ويثأرون من فريق كان عقدتهم الكبيرة في السنوات الأخيرة
ويثبتوا أن الشياطين الحمر علامة صعبة في دوري الأبطال هذا الموسم وكل
موسم.