هل لكَ في الذهب؟

هل لكَ في الذهب؟

بسم الله الرحمن الرحيم
خير ما نبدء به الحمد لله العالمين حمدا كثيرا و الصلاة والسلام على خير المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين
ان من اكثر مظاهر الفساد وما يقع به كثير من الناس من مشاكل هو بسبب هفوات السنتهم

إن دين الإسلام، وهو الدين الكامل في أحكامه،قد هدى إلى أرقى الأخلاق، وأرشد إلى أكمل الآداب،وإن مما وجه إليه الإسلام من الفضائل والآداب العناية بأدب الحديث، وحسن النطق، وحفظ اللسان عن اللغو وفضول الكلام.
فإن اللسان من أعظم الجوارح أثرًا،وأشدها خطرًا، فإن استُعمل فيما يُرضي الحق، وينفع الخلق كان من أكبر أسباب السعادة والتوفيق لصاحبه في الدنيا والآخرة، وإن استعمل فيما يسخط الجبار، ويضر بالعباد ألحق بصحابه أكبر الأوزار، وأعظم الأضرار.
فقال جل وعلا(وَقُل لّعِبَادِى يَقُولُواْ ٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ كَانَ لِلإِنْسَـٰنِ عَدُوّا مُّبِينًا) (الإسراء: 53)
ووصف الله عز وجل ذوي الإيمان والتقى بالإعراض عن اللغو، وقال عز وجل(وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغْوَ أَعْرَضُواْ عَنْهُ وَقَالُواْ لَنَا أَعْمَـٰلُنَا وَلَكُمْ أَعْمَـٰلُكُمْ سَلَـٰمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِى ٱلْجَـٰهِلِينَ )(القصص:55).

أكثر المعاصي شيوعا في حياة المسلمين ما كان بسبب اللسان وقد يكون السبب باستهانة الناس بهذه المعصية .
ولقد حذرنا الله سبحانه وتعالى في قوله الكريم في سورة ق(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)الاية(18)
كما جاءبالحديث الشريف عن أبي هريرة ، ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده ، و المؤمنون من أمنه الناس على دمائهم و أموالهم .).صحيح مسلم

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله ما النجاة؟ قال(أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك) رواه الترمذي
وعن أنس رضي الله عنه قال:قال رسول الله(لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، ولا يدخل الجنة رجل لا يأمن جارُه بوائقه)رواه أحمد
مع ذلك فان كثير من الناس لا يتعظون ولا تردعهم هذه الاحاديث عن حفظ لسانهم والخوض في كلام قد يقودهم لمعصية الله وعدم النجاة من المهالك ؛ لو ادرك الانسان مدى ضرر لسانه عليه وعلى من حوله لحفظ لسانه وتدارك عواقب اثمه ولزم الصمت لنجا وفاز.
جملة عظيمة قالها لقمان عليه السلام لابنه ناصحاُ له وهو يعظه
إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب"

وكذلك قول الشافعي



احفظ لسانك أيهـا الإنسـانلا يلدغنـك إنــه ثعـبـان
كم في المقابر من قتيل لسانهكانت تخاف لقاءه الشجعـان

وقال الشافعي في فضل السكــوت :




وجدت سكوتي متجـراً فلزمتـهإذا لم أجد ربحاً فلست بخاسـر
وما الصمت إلا في الرجال متاجروتاجره يعلو علـى كـل تاجـر


فلنحاول على الاقل ألا نورد أنفسنا موارد التهلكة وننتبه لكل كلمة نتفوه بها ونختصر في الكلام ما استطعنا
ولنتقي الله ونحفظ السنتنا عما حرم الله ولنتذكردائماُ قول الحق عز وجل (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَـٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب:70، 71).

وبذلك نكون قد نلنا النجاة من من خطر السنتنا
نسأل الله ان يثبتنا واياكم على حفظ السنتنا وقول الحق