ما يجب على المريض-تلقين المحتضر-ما على الحاضرين بعد موته
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد :
فان اصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد عليه الصلاة والسلام وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
سأقوم باذن الله تعالى في هذا الموضوع بوضع أحكام الجنائز ومن ثم بدعها المنتشرة للأسف بين الناس , ولن أتعمد الاطالة فسيكون منهج هذا الموضوع باذن الله تعالى وضع النقاط مقرونة بدليل واحد او دليلين فقط على كل نقطة تعمدا لعدم الاطالة ولعدم وصول الملل الى أنفس الاخوة الاعضاء ها هنا ........
وسأقوم باذن الله تعالى بتقسيم هذه الاحكام والبدع الى حلقات خفيفة باذن الله تعالى لكي لا تملوا مني ومن كلامي .........
وها هنا الحلقة الاولى من (أحكام الجنائز وبدعها(
وستشتمل على النقاط التالية :
1-ما يجبُ على المريض .
2-تلقين المُحتضر .
3- ما على الحاضرين بعد موته .
وأرجو وأتمنى وأحب من الأخوة الأعضاء أن يتفضلوأ بكتابة ولو نقاط رئيسية من هذا الموضوع ففيه الخير الكثير ان شاء الله تعالى ............فكلنا سيتعرض ليوم من الأيام لأن يسمع خبرا مُزنا لفقد فقيد او حبيب فالواجب معرفة العمل في تلك اللحظات الصعبة .......وجزاكم الله خيرا ....
كما أرجو ممن يحب الاستزادة من الادلة ان يرسل لي برسالة خاصة فقد اثرت الاختصار كما قلت انفا
وجزاكم الله خيرا
.................................................. .................................................. .........................
الباب الأول :
ما يجبُ على المريض :
1:على المريض أن يرضى بقضاء الله , ويصبر على قَدَرٍه , ويُحسن الظن بربه , ذلك خيراً له .
الدليل.-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((عجبا لأمر المؤمن ,ان أمره كله خير , وليس ذلك لأحد الا للمؤمن , ان أصابته سراء شكر فكان خيرا له , وان أصابته ضراء صبر فكان خيراً له )).
-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يموتن أحدكم الا وهو يحسن الظن بالله تعالى )) .
رواهما مسلم والبيهقي وأحمد .
2 : وينبغي أن يكون بين الخوف والرجاء , يخاف عقاب الله على ذنوبه , ويرجو رحمة ربه .
الدليل .
-لحديث أنس ((أن النبي دخل على شاب وهو بالموت , فقال : كيف تجدك ؟ قال : والله يا رسول الله اني أرجو الله , واني أخاف ذنوبي , فاقل عرسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن , الا أعطاه الله ما يرجو , وأمنه مما يخاف )) .
أخرجه الترمذي , وابن ماجه وعبد الله بن أحمد في (زوائد الزهد ) وابن أبي الدنيا في ((الترغيب )) .
3 : ومهما أشتد به المرض , فال يجوز له أن يتمنى الموت .
الدليل .
لحديث أم الفضل رضي الله عنهما : ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليهم , وعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتكي , فتمنى عباس الموت , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عم لا تتمن الموت , فانك ان كنت محسنا , فأن تؤخر تَزدَد احسانا الى احسانك , وان كنت مسيئا فأن تؤخر فتُستعتب من اساءتك خير لك , فلا تتمن الموت )) .
أخرجه أحمد وأبو يعلي والحاكم.
وأخرجه الشيخان والبيهقي وغيرهم من حديث أنس مرفوعا نحوه وفيه (فان كان لابد فاعلا فليقل : اللهم أحسني ما كانت الحياة خيرا لي , وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي )) وهو مخرج في ((الارواء)) .
4 : واذا كان عليه حقوق فليُدها الى أصحابها , ان تيسر له ذلك , والا أوصى بذلك .
الدليل .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو ماله , فليُؤدها اليه ,قبل أن يأتي يوم القيامة لا يُقبل فيد دينار ولا درهم , ان كان له عمل صالح أخذ منه , وأُعطي صاحبه , وان لم يكن له عمل صالح , أُخذ من سيئات صاحبه فحُملت عليه ))
أخرجه البخاري والبهقي وغيرهما .
5 : ولا بُد من الاستعجال بمثل هذه الوصية .
الدليل .
قال رسول اله صلى الله عليه وسلم : (( ما حق امرئ مُسلم يبيت ليلتين , وله شيء يريد أن يوصي فيه الا ووصيته مكتوبة عند رأسه )) قال ابن عمر :
(( ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك الا وعندي وصيتي ))
رواه الشيخان واصحاب السنن وغيرهم ..
6 : ويجب أني يوصي لأقربائه الذين لا يرثون منه .
الدليل .
قال تعالى ((كُتب عليكم اذا حَضَرَ أحدكم الموت ان ترك الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين ))
البقرة (180)
7 : وله أن يوصي بالثلث من ماله , ولا يجوز له الزيادة عليه , بل الأفضل أن ينقُص منه.
الدليل .
لحديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : ((كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع , فمرضتُ مرضاً أشفَيتُ منه على الموت , فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقلت : يا رسول الله ان لي مالاً كثيراً , وليس يرثُني الا ابنة لي , أفأوصي بثُلثي مالي ؟ قال : لا . قال : بشطر مالي ؟ قال : لا . قلت : فثلث مالي ؟ قال : الثُلث , والثلث كثير , انك يا سعدُ . أن تدع ورثتك أغنياء خير لك من أن تدعهم عالةً يتكففون الناس (وقال بيده ) , انك يا سعد لن تُنفق نفقة تبتغي بها وجه الله تعالى الا أجرت عليها , حتى اللقمة تجعلها في فٍيِ امرأتك).
قال : فكان الثلث جائزاً
أخرجه أحمد والشيخان والزيادة لمسلم واصحاب السنن ز
وقال ابن عباس رضي الله عنه :
(( وددت أن الناس غضوا من الثلث الى الربع في الوصية , لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الثلث كثير ))
أخرجه أحمد والشيخان والبيهقي وغيرهم .
8 : ويُشهد على ذلك رجلين عدلين مسلمين , فان لم يوجدا فرجلين من غير المسلمين , على أن يستوثق منهما عند الشك بشهادتهما
الدليل .
حسبما جاء بيانه في قول الله تعالى
((((((((((المائدة 106-108) أرجو العودة اليها .
9 : وأما الوصية للوالدين والأقربين الذين يرثون من الموصي , فلا تجوز , لأنها منسوخة باية الميراث ,
الدليل:بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أتم البيان في خُطبته في حجة الوداع فقال عليه الصلاة والسلام (ان الله قد أعطى كل ذي حق حقه , فلا وصية لوارث ))
أخرجه ابو داوود والترمذي وحسنه والبيهقي وأشار لتقويته وقد اصاب . وله شواهد كثيرة عند البيهقي , وانظر ((مجمع الزوائد 4/212)) .
10 : ويحرم الاضرار في الوصية , كأن يوصي بحرمان بعض الورثة من حقهم من الارث , أو يُفضل بعضهم على بعض فيه .
الدليل .
قال تعالى (للرجال نصيب ممن ترك الوالدان والأقربون .....مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا )
النساء 7
11 : والوصية الجائرة باطلة مردودة .
الدليل .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
أخرجه الشيخان واحمد.
12 :ولما كان الغالب على كثير من الناس في هذا الزمان الابتداع في دينهم , ولا سيما فيما يتعلق بالجنائز , كام من الواجب أن يوصي المسلم بأن يُجهز ويُدفن على السنة
الدليل .
عملا بقوله تعالى (يا ايها الذين امنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد , لا يعصون الله ما أمرهم , ويفعلون ما يُؤمرون )
التحريم 6
ومن الاثار
-عن عامر بن سعد بن أبي وقاص أن أباه قال في مرضه الذي مات فيه : (ألحدوا علي لحداً , وانصبوا اللبن نصباً , كما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم)
أخرجه مسلم والبيهقي وغيرهما .
الباب الثاني
تلقين المحتضر
1 : فاذا حَضَرَهُ الموت , فعلى من عنده أمور .
أ - أن يلقنوه الشهادة .
الدليل :
-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لقنوا موتاكم لا اله الا الله , ( من كان اخر كلامه لا اله الا الله عند الموت دخل الجنة يوماً من الدهر , وان أصابه قبل ذلك ما أصابه )).
- وكان يقول : (( من مات وهو يعلم أن لا اله الا الله دخل الجنة )) .
- وفي حديث اخر ((من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة )) .
أخرجها مسلم والبزار .
ب, ج - أن يدعوا له , ولا يقولوا في حضوره الا خيراً .
الدليل :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اذا حضرتم المريض أو الميت , فقولوا خيراً , فان الملائكة يؤمنون على ما تقولون )) .
أخرجه مسلم والبيهقي وغيرهما
2 : وليس التلقين ذكر الشهادة بحضرة الميت وتسميعها اياه , بل هو أمره بأن يقولها خلافاً لما يظن البعض .
الدليل :حديث أنس رضي الله عنه ك ((أن رسول الله صللى الله عليه والسلام عاد رجلاً من الأنصار , فقال : يا خال .قل : لا اله الا الله , فقال أخال أم عم ؟ فقال : بل خال , فقال : فخير لي أن أقول : لا اله الا الله ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم ))
أخرجه أحمد باسناد صحيح على شرط مسلم .
3 : وأما قراءة سورة ياسين عنده , وتوجيهه نحو القبلة فلم يصح فيه حديث ,
بل كره سعيد بن المسيب توجيهه اليها , وقال : (( أليس الميت امرأا مسلماً .؟))
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/76) بسند صحيح عن زرعة .
4 : ولا بأس في أن يَحضُر المسلم وفاة الكافر ليعرض عليه الاسلام , رجاء أن يسلم
الدليل :حديث أنس رضي الله عنه : (( كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض , فأتاه النبي عليه الصلاة والسلام يعوده , فقعد عند رأسه , فقال له : أسلم , فنظر الى أبيه وهو عنده ؟ فقال له أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم , فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار , فلما مات , قال : صلوا على صاحبكم .
أخرجه البخاري والحاكم والبيهقي وأحمد .
الباب الثالث
ما على الحاضرين بعد موته
1 : اذا قضى وأسلم الروح , فعليهم عدة أشياء :
أ -ب : أن يُغمضوا عينيه ويدعو له أيضاً
الدليل :
لحديث أم سلمة قالت : (( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة , وقد شق بصره , فأغمضه ثم قال : ان الروح اذا قُبض تبعه البصر , فضج ناس من أهله فقال : لا تدعوا على أنفسكم الا بخير فان الملائكة يُؤمنون على ما تقولون , ثم قال : اللهم اغفر لأبي سلمة , وارفع درجته في المهديين , واخلفه في عقبه في الغابرين , واغفر لنا وله يا رب العالمين , وافسح له في قبره , ونور له فيه ))
أخرجه مسلم وأحمد والبيهقي وغيرهم .
ج : أن يغطوه بثوب يسترُ جميع بدنه .
الدليل (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيت تُوفي سجي ببرد جبرة ))
أخرجه الشيخان والبيهقي وغيرهما .
د : وهذا في غير من مات محرما , فأما المحرم , فانه لا يُغطى رأسه ووجهه .
الدليل :
لحديث ابن عباس قال ( بينما رجل واقف بعرفة , اذ وقع عن راحلته فوقصته , أو قال : فأقعصته , فقال النبي عليه الصلاة والسلام : اغسلوه بماء وسدر , وكفنوه في ثوبين ولا تحنطوه ولا تخمروا رأسه , فانه يبعث يوم القيامة ملبياً))
أخرجه الشيخان وأبو نعيم والبيهقي .
ه : أن يعجلوا بتجهيزه واخراجه اذا بان موته .الدليل :
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا (أسرعوا بالجنازة.....)) .
و : أن يدفنوه في البلد الذي مات فيه , ولا ينقلوه الى غيره , لأنه ينافي الاسراع المأمور به.
الدليل :
حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال (لما كان يوم أحد . حُمل القتلى ليُدفنوا بالبقيع , فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تدفنوا القتلى في مضاجعهم - بعدما حملت أمي وخالي عديلين لتدفنهم في البقيع فردوا ))
أخرجه اصحاب السنن الاربعة وابن حبان واحمد والبيهقي.
ز : أن يُبادر بعضهم لقضاء دينه من ماله , ولو أتى عليه كله , فان لم يكن له مال فعلى الدولة أن تؤدي عنه ان كان جهد في قضائه , فان لم تفعل , وتطوع بذلك بعضهم جاز .
الدليل :
عن سعد بن الأطول رضي الله عنه : (( أن أخاه مات وترك ثلاثمائة درهم , وترك عيالاً , قال : فأردت أن أنفقها على عياله , قال : فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ان أخاك محبوس بدينه فاقض عنه ( فذهبت فقضيت عنه , ثم جئت ) قلت: يا رسول الله , قد قضيت عنه الا دينارين ادعتهما امرأة , وليست لها بينة , قال أعطها فانها محقة ))
أخرجه ابن ماجه وأحمد والبيهقي .
يتبع غدا باذن الله تعالى
مع
- ما يجوز للحاضرين وغيرهم
-ما يجب على اقارب الميت
-مايحرم على اقارب الميت
-النعي الجائز
موضوع: أحكام الجنائز وبدعها ..الحلقة الأولى 
