حكاية دمعة

فتاة و دموعها...

فتاة قتلها اليأس .. واحتضنتها ألأحزان .. فصرخت ..

تقول..

حبست نفسي في غرفتي واغلقت ابوابها ونوافذها
وسكنت داخلها ودمعي يسيل على وجنتي
أطالب برحيلي من عذابي

ووجهي وردة حمراء ذابلة
غطيت بالظلم

والشحوب اكتسى بشرتي
فجعلها بدون حياة
فأخفيت اضلعي في ظلام الليل الدامس

انني انتظر لحظة صمتي على موتي
فجلست بين اركانها متكورة الجسد
متكتفة اليدين وأغمضت عيناي
ابكي واضحك في آن معاً
انه من شدة الالم

قد كبلتني دموعي بسلاسل حديدية
وقد احكمت وثاقي منذ زمن بعيد
اختفى ضوء القمر وانطفئت شموعي
فبقيت في سواد حالك
يلتف حول بدني فغشي علي



واستيقظت على زقزقة عصفوري
وانين جناحيي المكبلين
وتلك الشمس المشرقة

فارتميت على سريري لأجمع اوراقي
بين راحتي لاعيد مجراها
لكني وجدتها ذابلة من مجرى دموعي
وتورمت عيناي وتكسر كل جزء من اركان
ذكريـــــــــــــاتي والماضي


فبحثت وبحثت وبحثت
بين انقاض انحائي
لعلي اجد ما يعيد لحياتي مجراها

فلم اجد غير وردتي الذابلة التي قطفت
منذ نعومة اظفاري
وتمزقت بشدة والم

لم اجد غير الحزن والوحدة
التي تعتريني في كل لحظة من لحظاتي



فبدات اصارع تلك الذكريات
وامسح تلك الدموع التي قاربت على الجفاف


وفجاءة .. بداءت تلفحني حرار النار
من ذلك الظلم والالم واليأس
فبدات احترق واتمزق اكثر مما كنت عليه

فعدت لتقيدني وتكبلني تلك الايام والذكريات من جديد



وهنا توقف قلمي وصرخ بأعلى صوتة
وتردد صدى صوته في كل انحائي

ولكن لم يسمعة احد
ولم يعره احدا اي اهتمام..


فتألمت وبكيت وبكيت حتى صرخت دموعي قائلة
كفي عن ذرفي ونزفي واستسلمي فلن اسامحك ان جفت بحاري وانهاري
فضحكت من كلماتها وتعجبت من مقالها
وأسدلت شعري الناعم على وسادتي
واستسلمت واغمضت جفناي المتألمتان ونمت بعمق
ولم يعد لي قدرة على الحركة
وقررت عدم المحاولة
حتى ولو طلب قلبي ذلك

لانه لم يعد له سبيل او سلطة على تغير مجرى حياتي..

ومن اجل ذلك قررت ان ابكي واضحك واترك لدموعي
ان تقررما تشاء فلم يعد هناك ما اخسرة...