حلم الاحتلال بترويض ارض الرساله

رأى تسفي برئيل في هآرتس 29/7/2007 ان اسرائيل تعيش حلما وهميا في أن بوسع السعودية جر كل الدول العربية للتطبيع مع اسرائيل في الوقت الذي تفترض المبادرة السعودية نفسها من اسرائيل القيام بالواجبات الملقاة عليها لاحلال السلام قبل ذلك.
وقال"السعودية أصبحت الحلم الرطب لمقرري السياسة في اسرائيل. بعد أن صار الاردن ومصر في "الجيب" يمكن لوزيري خارجيتهما، اللذين زارا يوم الاربعاء الماضي اسرائيل أن ينسيا بادرات طيبة جديدة. فاسرائيل، ورجاء سجلوا ذلك، تعيش ذروة موسم مغازلة جديد: إما السعودية أو لا شيء. هاتوا السعودية وستحصلون على مناطق. ستحصلون على مواقع استيطانية غير قانونية، ستحصلون على تحرير سجناء، انسحابا الى خطوط 1967، تسوية للاجئين وكذا فيلا وسيارة. من يريد لاسرائيل أن تقبل بالمبادرة السعودية، فليعمل على أن يجلب السعودية أولا".
وتساءلت"لماذا أصبحت السعودية هدفا مرغوبا فيه من الصعب لنا أن نفهم. بالتأكيد ليس لانها محكومة من عائلة من الأمراء الفاسدين، أو لان الاسلام الراديكالي نبت في بعض منه في حضنها. كما أن نموذج حقوق الإنسان والمواطن الذي يوجد فيها ليس بالضبط طموح كل ليبرالي محب للسلام، ربما السبب هو أن السعودية تدحض الزعم في أن الديمقراطيات وحدها لا تتقاتل الواحدة ضد الاخرى - ولكن سبق لمصر ايضا أن دحضت ذلك على مدى قرابة ثلاثين سنة من وجود اتفاق السلام معها وكذا الاردن ايضا. يبدو أن السبب الحقيقي يتعلق بالفهم القاضي بأنه فقط اذا ما وافق عبد الله ملك السعودية على لقاء رئيس اسرائيل أو رئيس حكومتها، سيسير كل زعماء العرب باتجاه القدس وتصبح اسرائيل عندها حقا جزءا لا يتجزأ من الشرق الاوسط".
واضاف"غير أن السعودية ليست بالضبط القاطرة العربية. فهي لم تنجح في منع احتلال الكويت من قبل العراق في العام 1990، ولا حرب العراق الاولى والثانية. وهي لا تنجح في إحلال حل سياسي في لبنان، والود ليس بالضبط المفهوم الذي يمكنه أن يصف علاقاتها مع سوريا. وهي متنازعة مع قطر، وتحك كتفها، ليس في الخفاء، مع ايران، لا تنجح في التأثير على ما يجري في العراق، وكذا جهودها المناسبة لاحلال سلام بين الفلسطينيين وبين أنفسهم، فشلت بصخب كبير. مؤتمر مكة خلّف ضحايا أكثر مما خلّف حلولا. ومع ذلك، فقد سجلت السعودية انجازا هاما على نحو خاص، عندما، دون أن تتشاور مع أي زعيم عربي، عرضت مبادرة السلام الخاصة بها وجعلتها المبادرة العربية. وهكذا تكون أحدثت اجماعا جديدا في الشرق الاوسط".
وختم"رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس يجدر الاستيضاح منهما مرة اخرى لماذا يبحثان من اجل اسرائيل عن العملة تحت فانوس الشارع. لماذا لا يحثان المفاوضات مع سوريا، وكيف سيجعلان المؤتمر الدولي للشرق الاوسط من طرح جورج بوش عرضا ذا مضمون وليس مجرد ألعاب نارية، وهل اقتنعا بأن "اتفاق المبادىء" الذي يقترحه اهود اولمرت على محمود عباس ليس في هذه الحالة "قطعة ورق" نُزعت من مسودة اوسلو. هذه هي الاسئلة الحقيقية التي ينبغي على حكومة اولمرت أن تجيب عليها. اذا كان سعودي هام سيزور لتُلتقط له الصور في اسرائيل، فسيكون هذا أمرا لطيفا، ولكن لن يوقف أي صاروخ قسام تنفسه لهذا السبب".

في مقارنة بين سفر الإسرائيليين للخارج وحصار الفلسطينيين قال جدعون ليفي في هآرتس 29/7/2007 "في اسرائيل لا يزال مجموعة واسعة بالنسبة اليها الاجازة في خارج البلاد هي قمة الاحلام فقط. 2.2 مليون إسرائيلي سافروا من البلاد في النصف الاول من هذا العام - وهم ليسوا كل الإسرائيليين. ومهما أصبحت السفريات الى الخارج شعبية، فلا يزال هنا جموع واسعة لم يزوروا مطار بن غوريون 2000 ابدا. الاضراب العام اضر بهم، ولكن في الطابور للحصول على المخصص. لا احد احصاهم".
واوضح"كما أن احدا لم يحصِ الـ 3 مليون فلسطيني، الذين لا يجرؤون حتى على الحلم بالسفر الى خارج البلاد، مع الغاء السفريات او بدون ذلك. طعم الطابور الذي لا ينتهي، الانتظار حتى المهانة، تحطيم الاعصاب والذل يعرفونه جيدا، ولكن في الطريق الى العمل أو الى المدرسة. "المسافرون مطالبون بالوصول خمس ساعات قبل موعد السفر الى المطار"، والقلب يتفطر. لنحو مليون اسرائيلي من عرب اسرائيل هذا هو الوضع الطبيعي. فقبل كل سفرية، مع اضراب او بدونه، يتعين عليهم الدخول في مسار المعاناة هذا، الذي يشكون منه الان في كل البرامج التلفزيونية.ولكن اكثر من أي شيء آخر ينبغي الثورة على فقدان التضامن. يتبين أنه عندما تضرب اللجان القوية في الاقتصاد الخدمات الحيوية من أجل رفاقهم في السلطات المحلية الذين جرى تأخير دفع اجورهم على مدى اشهر او من اجل علاوة طفيفة على اجر العاملين في القطاع العام، لا يوجد لدينا أي استعداد للتضامن والتضحية. وهذا نذر مضنٍ".
وختم"في مجتمع يوجد منذ سنوات في سبات مرضي، الاصوليون والمستوطنون وحدهم فيه مستعدون للكفاح في سبيل قضية عامة، فان تصوير "المعاناة" للمسافرين الى خارج البلاد هي ظاهرة باعثة على اليأس. ليس لطيفا تفويت رحلة طيران، واصعب من ذلك خسارة بطاقة سفر، ولكن كيف يمكن لنا أن نقود هنا في أي وقت كان كفاحا اجتماعا او سياسيا، مهما كان عادلا، اذا كان الاستعداد لدفع الثمن الشخصي لقاء هدف جماعي يتوقف في مطار بن غوريون".

ذكرت هآرتس 29/7/2007 ان الولايات المتحدة تعتزم زيادة المساعدات الامنية لاسرائيل. وذلك في محاولة لتخفيف حدة المعارضة المتوقعة لمؤيدي اسرائيل في الكونغرس لصفقة السلاح مع السعودية وبعض الدول الاخرى في الخليج. واضافة الى ذلك، ستفرض قيود على القنابل "الذكية" التي ستزود للسعوديين. وتعتزم الادارة الامريكية ان تزود دول الخليج، بما فيها فضلا عن السعودية أغلب الظن أيضا البحرين، الكويت، عُمان، قطر واتحاد امارات الخليج - سلاحا متقدما بقيمة أكثر من 20 مليار دولار. رزمة السلاح الحديث ستضم قنابل جوية موجهة بالقمر الصناعي، تحسين طائرات قتالية للسعودية، وسفن جديدة للاسطول السعودي.
وافاد بصفقة السلاح المتبلورة في نهاية الاسبوع موظفون كبار في الادارة لصحيفتي "نيويورك تايمز" و "واشنطن بوست"، وذلك قبل عرضها على الكونغرس للمصادقة عليها. وأكدت مصادر سياسية وأمنية في اسرائيل التفاصيل. وحسب هذه المصادر، ففي اللقاء في الشهر الماضي بين رئيس الوزراء ايهود اولمرت والرئيس الامريكي جورج بوش، وافق الرئيس على زيادة المساعدات العسكرية لاسرائيل بحيث تبلغ 30 مليار دولار في العقد القريب القادم. وقال مصدر سياسي اسرائيلي"سيكون هذا هو الهدف الاساس لاولمرت في رحلته الى البيت الابيض. وهذا انجاز غير عادي".
يشار الى انه في الثمانينيات والتسعينيات منحت الولايات المتحدة إسرائيل مساعدة بمبلغ 3 مليار دولار في السنة - 1.8 مليار كمساعدات عسكرية و 1.2 مليار كمساعدات اقتصادية - مدنية. وقبل 10 سنوات توصل رئيس الوزراء في حينه بنيامين نتنياهو الى تسوية مع الكونغرس يتم بموجبها تقليص المساعدات المدنية بالتدريج الى أن تنتهي تماما في العام 2008؛ وبالتوازي، تزداد المساعدات العسكرية بالتدريج بحيث تبلغ في العام 2008 ما مقداره 2.4 مليار دولار. وحسب التسوية الجديدة، تحصل اسرائيل على مساعدات اكبر بنحو 25 في المائة بالمتوسط على مدى العقد القريب .

سيطلب وزير الحرب الإسرائيلي اهود براك، من الحكومة في جلستها اليوم زيادة كبيرة في عدد الفرق الجديدة، وتعتبر هذه هي المرة الاولى بعد سنوات طويلة من التقليصات في المنظومة القتالية يطلب فيها جهاز الأمن زيادة القوة البرية على هذا القدر ذي المغزى.
وقالت يديعوت 29/7/2007 ان الحاجة إلى زيادة حجم القوة البرية طُرحت في المداولات التي أجراها رئيس الاركان على خلفية دروس الحرب والتغييرات الإستراتيجية في الشرق الأوسط. وفي ختام سلسلة من المناورات التي أُجريت هذا العام توصلوا في الجيش الإسرائيلي الى الاستنتاج انه من اجل اعطاء رد هجومي أفضل في الحرب التي تُدار على عدة جبهات بالتوازي، فمن الواجب زيادة حجم القوات.

كتبت هآرتس في افتتاحيتها 29/7/2007 ان "كل من لديه عينان في رأسه يعرف أن تقسيم البلاد بين الاسرائيليين والفلسطينيين سيتم في المستقبل حسب خطوط حدود مشابهة لخطوط العام 1967، وان مشكلة اللاجئين ستحل بترتيبات تعويض. ومرة كل بضع سنوات تجرى محاولة للتقدم نحو تقسيم سياسي كهذا، فيتكبد المعتدلون فشلا ذريعا حين يحبط المتطرفون في الجانبين كل حل وسط بزعم "كلها لي".
واوضح" اذا كان الهدف الاستراتيجي لاسرائيل هو العيش بسلام مع جيرانها فان عليها أن تبذل جهدا اكبر لصد المستوطنين. من لا يرغب في حل وسط تاريخي، يتغذى بالعنف والمعاناة المتبادلين اللذين يلحقهما كل طرف بالطرف الاخر"، وتساءلت "هل نشأت مرة اخرى فرصة للتغيير هذه الايام، حيث يسيطر على الضفة ابو ومازن وسلام فياض، وعلى رأس دولة اسرائيل يقف من هم مستعدون لتقسيم البلاد؟ هل مهمة طوني بلير، حتى وان كان دوره ينحصر فقط في اقامة مؤسسات حكم فلسطينية، ستحدث دينامية جارفة جديدة؟ هل انخرطت كونداليزا رايس لحث اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين كجزء من الجهود العالمية لتعزيز المعتدلين؟ هل سيكون للرئيس الاسرائيلي المحب لاتفاق السلام دور مساعد؟".
وقالت"حكومة ايهود اولمرت قوية في الكنيست وضعيفة في الجمهور، ولكن المواقف التي تحثها على المستوى السياسي حيال الفلسطينيين هي مواقف الاغلبية. في الجمهور لا يوجد تأييد لمخلي حومش الساعين للعودة للسكن في المكان. ابو مازن ورئيس حكومته فياض يدعيان بان هذا هو الوضع في الجانب الفلسطيني وانه اذا ما وضع اتفاق نزيه على الطاولة واجري عليه استفتاء شعبي فان معظم الفلسطينيين سيؤيدوه. توجد اليوم فرصة اخرى لصياغة مثل هذا الاتفاق، حتى لو كان تطبيقه سيتأجل او سيطبق جزئيا حسب خطة رامون الذي يدفع نحو انسحاب آخر بالتوافق، ومرابطة قوات دولية في المنطقة. ولما كان لا يوجد عمليا خلاف على الحل والطرفان المجربان اللذان عانيا من الانتفاضة الثانية، فسيكون ممكن ربما الوصول الى المؤتمر الدولي في الخريف مع اكثر من اتفاق مبادىء والاستعانة بالدول العربية المعتدلة من اجل حثه".
عاشقة -- فلسطين seemh

مشكورة حنان

مشكورة

مشكورة كتير