مرة أخرى اجلس بيني و بين نفسي اكتب إليكي و قلبي يعتصره الألم و الدموع تملأ عيناي.
ماذا اكتب...؟ ماذا أقول...؟لا أدري، فالكلمات و الأحاسيس مبعثرة في داخلي....لا ادري...هل أتكلم عن هموم الدنيا و أحزانها...؟ ام اكتب عن حب تعجز الكلمات عن وصفه...؟ ام عن عشق يعجز العشاق فهمه....؟ أريد البكاء بصوت عال، لكن على من ابكي..؟أأبكي على حالي..؟ أم ابكي عليكي..؟ أم على عقلي الذي لم اعد أجده منذ ان أحببتك؟ أم على أملي الكاذب و قدري الحزين....ام على زماني الذي لا يريد بعد الآن ان ألقاكي..؟؟؟؟ام على الفراق اللعين...............؟
فأنتي كنتي لي كل حياتي، كنتي قلبي الذي يسكنني، فكل دمعة أذرفها لأجلك و كل نبضة تنبض باسمك، فمنكي و إليكي و لأجلكي رفضت جميع النساء لتكوني أنتي الحلم و الخيال، الوهم و الحقيقة.
يا من أقبل يديكي شوقا و ليس ذلا يا من انحني لكي حبا و ليس كفرا يا من بدأت باسمكي كل خواطري، أخبريني ان هذا مجرد حلم و ينتهي اخبريني انكي سوف تبقى معي حتى اخر أنفاسي.
حبيبتي، أتذكر أنني عندما جئت الى عالمك و دخلت باب حصنك شاهدت في طريقي أشلاء الكثيرين، رغم ذلك جعلت مصيري و الى الأبد رهن إشارتك، رغم علمي و يقيني بأني أبحر معكي في سفينة ذات شراع ممزق و مع ربان لا مبال، فرغم قسوتكي أحببتك، رغم علاتكي عشقتك، فلأجلك احتملت كل هذه السنين من العذاب و اللامبالاة، و لكن سرعان ما أحرقتني بلهيب الغدر، و في بحور حبكي أهلكتني، أحببتكي فقتلتي إحساسي، عشقتكي فعشقتي تدميري، أحببتكي بصدق و أنتي خنتني بصدق.
ما أقساكي، سقيتك الحلو بيدي و سقيتني المر بأكمله، زرعت البسمة على شفتيكي فزرعتي الدمعة في عيني، بالنار و الجمر أحرقتني، من أجل عيناكي بالغت في الأحلام، لكنني فوجئت بالأوهام، خطفتي مني فرحتي. و لأني احبكي صدقتك، صدقتكي لأنني أحببتكي بإيمان قلبي، صدقت حبكي لي ولا اصدق رحيلكي و بعدكي عني........أوهمت تفكيري بان غدا أفضل من اليوم، و أجمل من أمس لأجدني ابكي كذبة العام الماضي بنفس فصولها.أحــبــكي...كم رددتها على مسمعك، كم حاولت ان أغرسها بداخلك، غير أنكي قطفتها قبل ان ارويها و تنمو.
حاولت ان أنساكي، لكن كل المحاولات باءت بالفشل، يغفلني قلبي و يهرع إليكي، يخذلني حلمي فيتسلل إليكي، يتحداني شوقي فيشدني إليكي، أعلم انك ستنسيني...و تنسي حبي و حناني....فان كنتي أنتي قاسية القلب لرحيلكي عني فأنا أرهف القلوب و أحنها عليكي و لن أبادل قسوتكي بقسوة لسبب بسيط هو اني لا املكها.لن أنساكي يا عذاب روحي و قلبي لن أنساكي و لو مضت من الدهر سنين و سنين، لن تستطيع الأيام ان تحرمني ذكراكي، سأموت و سأغرق في بحر الماضي و سأحيا كلما تذكرتك.
فمهما أحببتي من بشر لن تجدي من سيقول لك شكرا على النسيان...شكرا على الغدر...شكرا على العذاب...لن تجدي من سيمنحك الجنون بلا ثمن ....و الحب بلا مقياس...أتحداهم ان يحبوكي بجنون حبي...أتحداهم ان يعشقوكي بجنون عشقي.
و الآن و بعد كل هذه السنين...عدت لأتساءل بنفس البراءة التي دخلت بها اول مرة حصنك...
لماذا عدتي طالما نويتي الرحيل من جديد......؟ أهذا جزاء من أحبكي...؟ أتراني أحببتك لألاقي كل هذه الماسي....؟
أسألكي بصوت مدمر يصرخ به قلبي.....
هل ذنبي أنني أضعف كلما نظرت في عيناكي...؟ أم ذنبي أنني أنسى قسوتك كلما لمست يدي يداكي...؟
حبيبتي، حققي لي اخر أمنياتي ان تكون خطواتكي على ثرى قبري ...لأسمع خطواتكي فوق جسدي، فان كان عشقكي غلطة فالموت نهاية لغلطاتي.