التبرج باب شر مستطير :
وذلك لأن من يتأمل نصوص الشرع وعبر التاريخ يتيقن مفاسد التبرج وأضراره على الدين والدنيا ، لا سيما إذا انضم إليه الاختلاط المستهتر
فمن هذه العواقب الوخيمة :
تسابق المتبرجات في مجال الزينة المحرمة ، لأجل لفت الأنظار إليهن …
مما يتلف الأخلاق والأموال ويجعل المرأة كالسلعة المهينة .
ومنها : فساد أخلاق الرجال خاصة الشباب ودفعهم إلى الفواحش المحرمة ، ومنها : المتاجرة بالمرأة كوسيلة للدعاية أو الترفيه في مجالات التجارة وغيرها .
ومنها : الإساءة إلى المرأة نفسها باعتبار التبرج قرينة تشير إلى سوء نيتها وخبث طويتها مما يعرضها لأذية الأشرار والسفهاء .
ومنها : انتشار الأمراض لقوله : (( لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا )) .
ومنها : تسهيل معصية الزنا بالعين : قال عليه الصلاة والسلام : (( العينان زناهما النظر )) وتعسير طاعة غض البصر التي هي قطعا أخطر من القنابل الذرية والهزات الأرضية ، قال تعالى : { وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا } [ الإسراء : 16 ] ، وجاء في الحديث : (( إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أو شك أن يعمهم الله بعذاب )) .
فيا أختي المسلمة : هلا تدبرت قول الرسول : (( نح الأذى عن طريق المسلمين )) فإذا كانت إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان فأيهما أشد شوكة … … حجر في الطريق ، أم فتنة تفسد القلوب وتعصف العقول ، وتشيع الفاحشة في الذين آمنوا ؟
إنه ما من شاب مسلم يبتلى منك اليوم بفتنة تصرفه عن ذكر الله وتصده عن صراطه المستقيم ـ كان بوسعك أن تجعليه في مأمن منها ـ إلا أعقبك منها غدا نكال من الله عظيم .
الشروط الواجب توفرها مجتمعة حتى يكون الحجاب شرعيا :
الأول : ستر جميع بدن المرأة على الراجح .
الثاني : أن لا يكون الحجاب في نفسه زينة .
الثالث : أن يكون صفيقا ثخينا لا يشف .
الرابع : أن يكون فضفاضا واسعا غير ضيق .
الخامس : أن لا يكون مبخرا مطيبا .
السادس : أن لا يشبه ملابس الكافرات .
السابع : أن لا يشبه ملابس الرجال .
الثامن : أن لا تقصد به الشهرة بين الناس .
احذري التبرج المقنع :
إذا تدبرت الشروط السابقة تبين لك أن كثيرا من الفتيات المسميات بالمحجبات اليوم لسن من الحجاب في شيء وهن اللائى يسمين المعاصي بغير اسمها فيسمين التبرج حجابا ، والمعصية طاعة ، لقد جهد أعداء الصحوة الإسلامية لوأدها في مهدها بالبطش والتنكيل ، فأحبط الله كيدهم ، وثبت المؤمنون والمؤمنات على طاعة ربهم عز وجل ، فروا أن يتعاملوا معها بطريقة خبيثة ترمي إلى الانحراف عن مسيرتها الربانية فراحوا يروجون صورا مبتدعة من الحجاب على أنها (( حل وسط )) ترضي المحجبة به ربها ـ زعموا ـ وفي ذات الوقت تساير مجتمعها وتحافظ على (( أناقتها )) !