منذ نشأة الحركة الصهيونية العالمية أدركت أن تحقيق أهدافها في فلسطين والعالم لا يمكن أن يتم إلا بسيطرتها على الرأسمال الاقتصادي وعلى وسائل الاعلام في العالم عاملين مهمين لا يمكن الفصل بينهما , ثم اختبرت ذلك من خلال حملاتها الإعلامية عن ما يسمى بالمحرقة اليهودية فنجحت وكسبت
عطف العالم ووقف الى جانبها ودعمها بكل الوسائل , الى درجة انني أعتبر أن هذه الحركة الصهيونية كانت هي الرابح الأول من الحرب العالمية الثانية في إقامة دولة بني اسرائيل على أرض فلسطين بينما كان الخاسر الأول بامتياز هي الأمة العربية , لكن فيما بعد , أخذ يتراءى للصهيونية أن أمريكا ستصبح القوة العظمى المهيمنة على العالم ومركز القرار العالمي , فأخذت تتغلغل رويداً في مسارها الاقتصادي والسياسي والعسكري ( من دون أن تستغني عن بقية الدول الأوروبية وخاصة فرنسا , بريطانيا , وألمانيا .. ) إلى درجة أصبحت تتحكم بالقرار السياسي والعسكري والاقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية الذي ينتقص من السيادة الأمريكية ويطعن في كرامتها .
لذا آن الأوان للشعب الأمريكي أن يتخلى عن ( إسرائيل ) ويستيقظ ويصحو ليكتشف هذا السرطان الدموي في جسمه الممثل بالحركة الصهيونية التي نجحت في نخر وطنهم ونشرت انتقالاته إلى كل جسم الوطن الأمريكي وأن يعملوا على اجتثاثه قبل أن يصلوا الى اليوم الآتي وهو الأعظم لهم والذي سيصبح فيه الشعب الأمريكي عبيد أذلاء يعملون خادمين لهذه الحركة العنصرية التي ترى أن السلطة والسيطرة على العالم هي حق الهي حكراً ومحصورا في بني صهيون وان كل خيرات الدنيا التي أرسلها ويرسلها الله للبشرية لن تكن لولا وجودهم في الأرض لأن الله أخص بهم كل هذه الخيرات دون غيرهم وان كل البشرية مدينة لهم بهذه الخيرات ويعيشون على حسابهم ,وان هم رحلوا عن هذه الأرض , إن الله سيوقف هذه الخيرات للبشرية ).
بعد أن وصلت سمعة أمريكا في العالم إلى الحضيض وخاصة العالم العربي والاسلامي بسبب حروبها وفشلت في تحقيق أهدافها في أفغانستان والعراق وهزمت في لبنان وفلسطين أخذت تبحث عن أسلوب آخر علها تحسن سمعتها وتبيض وجهها على مستوى العالم , بدأ رئيسها أوباما بزيارته دول الاعتدال من دون غيرها وخاطب الدول الاسلامية من مصر , يهدف ما يلي :
1- تحسين سمعة أمريكا السيئة الصيت والإظهار بتغيير أفضل في سياستها تجاه العرب والفلسطينيين من سلفه بوش .
2- تقوية الحلف العربي الأمريكي الصهيوني بقيادة اسرائيل .
3- محاولة توسيع هذا التحالف المتصهين بانضمام دول عربية أخرى وعلى رأسها لبنان لمساعدة أمريكا في مأزقها في العراق وأفغانستان وباكستان وإسقاط البرنامج النووي الإيراني ..
4- تعميق الخلاف في الصف الفلسطيني إلى حد التصفيات الجسدية , وتوسيع وتعميق الخلافات بين الدول العربية .
5- تهيئة وإيجاد المناخ الملائم لتنفيذ ما يخططون له من حل الدولتين بالقضاء على حماس وحزب الله وعودة سورية الى ( الحضن العربي ) المتصهين وإبعادها عن إيران .
6- تحقيق ما عجز عن تحقيقه سلفه بوش بالحرب والمجازر في العراق ولبنان وفلسطين .
7- تهيئة الرأي العربي والاسلامي لتغطية نقل سفارة بلاده أمريكا الى القدس تحدياً للعرب والمسلمين واستهتار بمعتقداتهم الدينية من مسيحيين ومسلمين ..
كيف يمكن للعرب أن يثقوا في أوباما بعد انحيازه بشكل سافر وكلي للعدو الصهيوني عندما تطرق الى ما يسمى بالمحرقة اليهودية ودعمه المطلق لها ونسي أو تناسى المحرقة الفلسطينية والحصار على غزة .
كيف يمكن للعرب أن يثقوا بكلام أوباما وأمريكا وهي أم الحروب والويلات والدمار في العالم من فيتنام الشمالية مروراً بفلسطين وأفغانستان والعراق ولبنان والصومال والسودان ? .
الم يدرك العرب بعد , أن أمريكا والغرب وإسرائيل عرضوا علينا اتفاق أوسلو , كقطعة حلوى بيدهم , لا يمكن أن نطالها إلا برضا اسرائيل وذلك لتمرير تآمرهم ومخططهم لصالح اسرائيل , وبعد أن استهلكوا هذه الاتفاقية وحققت اسرائيل ما أرادته , يخرجوا الينا الآن بقطعة حلوى أخرى تسمى حل الدولتين .
الآن أطرح هذا السؤال : كم عقد من الزمن سيستمرتداول حل الدولتين من قبل الإدارة الأمريكية والغرب وإسرائيل ?
بتصوري إن هذا التداول سيستمر :
1- إما حتى قضم ما تبقى من الأرض الفلسطينية وخلق وطن بديل لتوطين الفلسطينيين أو إبداتهم وإنجاز الدولة الصهيونية- اليهودية , لكن هذا لن يتحقق لا بحروبهم ولا بتآمرهم للأسباب التالية :
- لأنهم لن يدركوا بعد , أنه كلما قتلوا الشعب العربي كلما اشتدت قوته وصلابته وشراسته في مواجهتهم ومواجهة اسرائيل وكلما ابتكروا أساليب جديدة لمواجهتهم , وهل نسوا أو نسيت اسرائيل أن الانتفاضة الفلسطينية بدأت بحجر ومقلاع ومطيطة ووصلت الى صنع المتفجرات والألغام والصواريخ التي تطال مستوطناتهم والآتي أعظم على الرغم من الحصار العربي الاسرائيلي عليهم .
- لأنهم لن يدركوا بعد , أننا أصحاب حق ونتسلح بالإيمان والعقيدة , وان اسرائيل لن تنعم بالأمن والاستقرار ما دامت هناك أمهات عرب تلدن وبنادق المناضلين تتنفس .
2- وإما حتى نقضي على هذه الدولة العنصرية وهو الأمر الطبيعي والمحق ليعودوا أصحاب الحق الشرعيين اللاجئين الفلسطينيين الى فلسطين ليعيشوا مسلمين ومسيحيين ويهود غير متصهينين معاً في دولة ديمقراطية متعددة الديانات مثلما كانوا يعيشون قبل اغتصاب فلسطين وعلى مر العصور .