إن الحديث عن مرض انفصام الشخصية أو الفصام حديث طويل جداً
ومتشعب جداً,فقد قمت ببحث شامل عن هذا المرض وكانت النتيجة
مجموعة كبيرة من الآراء والدراسات التي لا تجتمع على رأي موحد
يساعدنا على فهم هذا المرض بصورة دقيقة, وسأحاول الآن تلخيص
نتائج البحث الذي قمت به بشكل مختصر قدر الإمكان:
فقد ذهبت جميع المراجع والدراسات إلى اعتبار مرض الفصام هو
نفسه مرض انفصام الشخصية أو(سيزوفرنيا)وهي باللغة اللاتينية
ومعناها الحرفي انقسام العقل وتعود هذه التسمية إلى الطبيب
السويسري (يوجين بلولير) .
أسباب انفصام الشخصية:
العوامل المسببة لمرض انفصام الشخصية وعلى الرغم من الدراسات
الواسعة, لم تصل إلى الاتفاق فيما بينها, ولكن يمكن إجمال هذه العوامل
وحسب الآراء المختلفة بالتالي:
1- الوراثة:
لم تصل الدراسات حتى الآن إلى رأي واحد قابل للتعميم
فيما يتعلق بأمر الوراثة في الفصام على الرغم من اجتهاد الكثير
من الباحثين لتأكيد هذا الدور.
2- شخصية ما قبل المرض:
إن الشخصية التمهيدية للفصام تحتوي على صفات وراثية ضعيفة
وكامنة قد تتحفز وتقوى بعوامل وتغيرات محيطية أو كيماوية حيوية
داخل الجسم.
3- الأسباب العضوية العصبية:
بعض الباحثين في هذا المجال قالوا بأن مرض الفصام يعود لأسباب عضوية بينما عارض آخرون هذه النظرية .
4- العوامل البيوكيميائية:
ويعود الاعتقاد لوجود هذه العوامل إلى الاعتبارات التالية:
- افتراض وجود مادة كيماوية في الدماغ أو الدم تسبب تسمماً في
الجسم تؤدي إلى اضطراب الفصام.
- تشابه بين أعراض الفصام وأعراض بعض أمراض الجهاز العصبي.
5- العوامل البيئية والاجتماعية والأسرية.
6- العوامل السيكولوجية.
أعراض الفصام:
أوهام الاضطهاد - أوهام العظمة - أوهام المرض والعلل المتنوعة -
الهلوسة والخيال - تفكك الجمل والأفكار.
بالإضافة إلى الكثير من الأعراض السلوكية.
وقد يتخلل هذا المرض نزعة المريض إلى الإدمان بكل أنواعه.
أشكال الفصام:
الفصام البسيط - فصام المراهقة – الفصام غير المنظم – الفصام التخشبي – الفصام الحالم.
وهناك المزيد من أشكال الفصام بحسب الآراء الأخرى.
علاج الفصام :
غالباً ما يكون في المستشفى وتحت إشراف متخصصين,وهناك علاجات مختلفة بحسب الباحثين والأطباء.
والسؤال هنا ما هي الحالة التي يكون فيها المريض يمتلك شخصيتين
وينتقل بينهما ؟
هذه الحالة موجودة وإن كانت بشكل نادر وتسمى ازدواج الشخصية
وهو يعتبر أحد أعراض الهستيريا, ويعني الازدواج أن يكون للشخص الواحد شخصيتان أو أكثر أحياناً, ويكون ظهور الشخصيات بشكل غير
منتظم زماناً ومكاناً, والمثال البسيط على هذا الازدواج قصة (الدكتور
جيكل) و(المستر هايد) للروائي (ستيفنسن) وهي تروي قصة انتقال شخص إنساني الصفات يمثل الطبيب الماهر الخلوق العفيف إلى شخص آخر تسيطر عليه مجموعة من الشهوات لا يقبل أبداً أن يعترف بها وهو في شخصيته الأولى ولا تظهر عنده وهو فيها بأية حال .
وتعتبر الازدواجية نوعاً من الهروب, هروب الشخص من ذاته إلى ذات أخرى من غير أن يعترف بذلك,وينسى المصاب في الغالب من الحالات وهو في إحدى الشخصيتين ما كان عليه في الشخصية الأخرى.
ومن أقدم الحالات التي درست حالة الأمريكية (ماري رينولدز) سنة 1817م.كانت شخصيتها الأولى خجولة وحزينة ومتدينة بينما كانت
شخصيتها الثانية فرحة واجتماعية ومتحررة من أشكال القلق التي
كانت تعانيها الشخصية الأولى, ولم تتذكر في الحالة الثانية ما يجري
لها وهي في الشخصية الأخرى.
ونادراً ما تحدث مثل هذه الحالات إلا بعد فترة طويلة من حالات القلق والنزوع إلى الكبت.
خلاصة القول:
إن مرض الفصام أو انفصام الشخصية أو(السيزوفرنيا)هو في النهاية
مرض ذهان عقلي واضطراب وظيفي.
أما ازدواج الشخصية فهو حالة متطورة من الهستيريا وهي حالة نادرة الحدوث بكل الأحوال.