منذ أن سحبت قرعة نهائيات النسخة الثامنة لبطولة كأس القارات في كانون الأول الفائت، تمنى الكثيرون مشاهدة المنتخب الإسباني »بطل أوروبا« وجهاً لوجه مع منتخب البرازيل »حامل اللقب وبطل كوبا أميركا«.. هذه الأمنية تبدو اليوم أقرب من أي وقت مضى لأن تتحول إلى حقيقة بعد أن نجح كلا المنتخبين في بلوغ الدور نصف النهائي للبطولة برصيد كامل من النقاط ترافق مع أداء رفيع المستوى على الصعيدين الهجومي والدفاعي.. ومن أجل ذلك لم يتبقَ على »تكحيل الأعين« بلقاء الجبابرة سوى خطوة واحدة تتمثل بتخطي سحرة السامبا لأصحاب الأرض المتسلحين بجماهير مجنونة تعشق كرة القدم كما تعشق »الفوفوزيلا«، وبتجاوز الماتادور للمنتخب الأمريكي الذي تأهل إلى هذا الدور بما يشبه المعجزة في زمن ولَّت فيه المعجزات.
إسبانيا * الولايات المتحدة
يتطلع الكثير من الإسبان إلى بطولة كأس القارات الحالية على أنها بوابة الماتادور الحقيقية نحو بلوغ العالمية على مستوى الإنجازات، وخاصة أن منتخبهم الحالي أثبت جدارته على مستوى القارة الأوروبية من خلال إحرازه لقب يورو 2008.
ويرى المحللون أن من شأن إحراز منتخب الماتادور للقب البطولة الحالية أن يعمِّق ثقة اللاعبين بأنفسهم ويزيل أي رواسب للشكوك التي كانت تثار دوماً حول قوة منتخب إسبانيا وقدرته على منافسة كبار الكرة العالمية في المناسبات الكبرى مثل كأس العالم التي لم يبلغ الإسبان دورها نصف النهائي سوى مرة واحدة منذ مايزيد عن نصف قرن..
ويعتقد الإسبان أنفسهم أن المنتخب الحالي الذي يملك في رصيده »35« مباراة متتالية لم يعرف خلالها طعم الهزيمة مع مدربيه »السابق« لويس آراغونيس، والحالي »دل بوسكي« هو الأفضل في تاريخ كرة القدم الإسبانية وأن تتوجيه بالألقاب مسألة وقت ليس إلا.. لكن المدرب دل بوسكي حذر من الإفراط بالتفاؤل أو الاغترار بالفوز في المباريات الثلاث للفريق خلال الدور الأول وقال: »لم نفز بشيء حتى الآن، الخسارة واردة تماماً مثل الفوز«..
ويدرك الجميع أن مواجهة الولايات المتحدة »حتى وإن كانت قد تأهلت بأعجوبة« تختلف تماماً عن المواجهات الثلاث التي خاضها الفريق في الدور الأول نظراً لفارق الخبرة والتجربة، وعليه فإن على توريس وفيا وزملائهما عدم التفكير في المباراة النهائية منذ الآن قبل تحقيق الانتصار »رسمياً على أرض الملعب« وخاصة أن المنتخب الأمريكي لديه عدة لاعبين ذوي الخبرة الدولية الطويلة وفي مقدمتهم الحارس تيم هاورد ودونوفان..
البرازيل * جنوب إفريقيا
إذا كانت المباراة الأولى في الدور نصف النهائي قد جانبت توقعات الكثيرين فإن المباراة الثانية والتي ستجري مساء الخميس المقبل بدت منتظرة، حيث كانت الترشيحات تصب في خانة تصدر منتخب السامبا لفرق مجموعته وحلول منتخب جنوب إفريقيا ثانياً.
وعلى الرغم من أن أصحاب الضيافة يمثلون القارة السمراء التي عذَّب ممثلها الأول »مصر« منتخب السيليساو، إلا أن اللمسات البرازيلية التي وضعها المدرب جويل سانتانا والسرعة في التمرير والهجوم الضاغط على حامل الكرة تبقى أموراً مميزة لدى لاعبي جنوب إفريقيا الذين سيفتقدون لأحد مفاتيح اللعب »سيبايا« بداعي الإيقاف..
مهمة البرازيل قد تبدو سهلة للبعض وخاصة بعد الأداء الراقي والساحر لكاكا ورفاقه أمام أبطال العالم..
وبرغم الإرهاق الذي يعاني منه لاعبو السامبا جراء خوضهم العديد من المباريات منذ مطلع الشهر الحالي، فقد كان أداء الفريق يرتقي ويرتفع من مباراة لأخرى على نحو واضح.. ومن هذا المنطلق فإن البرازيل تبدو قادرة على الوصول إلى المباراة النهائية وإحراز اللقب للمرة الثالثة في ست مشاركات وهو رقم غير مسبوق..