صفد
الموقع والسكان: تقع مدينة صفد في شمال فلسطين,في الجليل الأعلى وكانت عبر التاريخ عاصمة له,وتبعد عن مدينة القدس حوالي 206كم. تبلغ مساحتها حوالي 5 آلاف دونم,وكان عدد سكانها قبل الاحتلال الصهيوني. تعرف مدينة صفد بجنة ذوي المواهب أو الميول الفنية نظراً لهدوئها وجمال موقعها الطبيعي, ولا سيما خضرتها وأزهارها وكثرة بساتينها.
اليهود في صفد: في عامي 1170-1171م,لم يكن في مدينة صفد أي وجود يهودي, إلا أنه لم تمض قرابة خمسين عاماً حتى ازدهرت مستوطنة يهودية تحت حماية المماليك. وفي القرن السادس عشر وحسب احصاءات العهد العثماني فقد بلغ عدد العائلات اليهودية 716 عائلة ,ثم بدأت العائلات اليهودية ترحل عن صفد عام 1759م بعد الزلزال الذي هدم أغلب أجزاء المدينة ولم يبق سوى 50 عائلة سفردية (يهود شرقيين),ثم جاء زلزال عام 1837م والذي أصاب معظم المدينة بالدمار ليجبر من تبقى على قيد الحياة من اليهود على الرحيل باتجاه الخليل عندما وقع الانتداب البريطاني على صفد في 28أيلول عام 1918م كان عدد اليهود 2986نسمة ثم تقلص العدد تدريجياً حتى وصل في عام 1940م إلى 200نسمة مقابل 12000عربي كانوا يعيشون في صفد.
معركة صفد وسقوطها:
بدأت المناوشات بين السكان العرب واليهود والإنكليزمن جهة أخرى وذلك بعد قرار التقسيم الصادر في 29 تشرين الثاني من عام 1947م.
في 13كانون الأول عام 1947م, دخل شاب يهودي إلى السوق العربي ولدى رؤيته من الجموع العربية التي ظنت أنه قادم لأعمال تدمير أو إرهاب كالتي تعود اليهود على فعلها منذ بدء المناوشات,هاجمته وقتلته ثم دفن خارج البلدة.نقل البوليس البريطاني الخبر إلى الجانب اليهودي الذي سارع إلى إطلاق الرصاص بأسلوب عشوائي وفجائي على السكان العرب. في 21 كانون الأول عام 1947م, أطلق حراس المدرسة الصناعية اليهود النار على شاب من سكان حارة القلعة الذي كان يقوم بالحراسة فيها , وهو حسني القوصي. ونشبت معركة من الصباح إلى ا لعصر واستشهد من العرب شاب يدعى أحمد سعيد البيك. بسبب إصرار البريطانيين على حماية القوافل اليهودية . لجأ المقاتلون إلى أسلوب نسف التحصينات الموجودة حول حارة اليهود, و كان قائد المجموعة المسؤولة عن تنفيذ العمليات هو الملازم السوري( إحسان كم الماز) الذي أبلى أشد البلاء في محاربة الأعداء, ولكن الوسائل البدائية المتوفرة حالت دون نجاح العديد من العمليات الكبيرة. في 18نيسان1948م, نرى سرية من الجيش الأردني تدخل البلدة وكانت بقيادة ضابطين من الجيش الأردني كان لهما أثر كبير في إحباط عمليات المقاومة ضد اليهود وهما الرائد(ساري فنيش) والملازم(أميل جميعان).وفي 28نيسلن 1948م, قاد الملازم إحسان مجموعة التفجير لتدمير مواقع حصينة قرب مركز البوليس. وقد سرت أنباء عن نية الملازم بمهاجمة الحي اليهودي مما جعل الشباب يندفعون نحو الحي اليهودي من ناحية المركز التجاري. ولكن سرعان ما نزل الضابط أميل مهدداً وطالباً منهم الانسحاب والعودة .وكان بعض المتطوعين الأردنيين الأبطال في مقدمة المهاجمين واستشهد أحدهم وكان معروفاً ببطولته وصموده, وجرح بعض المهاجمين أثناء الانسحاب. وتوالت المجازر الصهيونية لتطال القرى المحيطة بصفد واحتلت صفد في 10 أيار عام1948
وسقط في ذلك اليوم 99شهيداً رفضوا الاستسلام وبقوا رابضين في القلعة يقاتلون حتى استشهدوا
صفد اليوم مدينة يهودية بالكامل حيث لا يوجد فيها أي عربي بعد أن قتل العديد منهم وشرد الباقي إلى أنحاء العالم, وأصبح اسم المدينة (زفات) .
يومأ ما سنعود ولن يطول الانتظار وسننشد جميعا ما قاله الشاعر والقاضي إسكندر البيتجالي:
صفد وهاتيك المشاهد كلها سحر بسحر
صفد وما صفد سوى بلد لها قلبي وفكري
ثائر حجازي