إنهم كما يسمون في الفصحة "الحضارمة" ويعتبرون سكان جنوب شبة الجزيرة العربية، لقد دخلوا الإسلام في العام السابع للهجرة حين قدِم وفدهم على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة ، وهم أولئك القوم النبلاء الذين أوصلوا شعاع الإسلام إلى أقصى الشرق الآسيوي ليفتحوا القلوب قبل الأرض فإن ألقينا نظرة على تاريخ هجرتهم خارج حضرموت وجدناه أكبر وأعظم .. كما قال أمير البيان "شكيب أرسلان" أن تاريخ الحضارم ومجدهم الحقيقي "خارج" وطنهم ،وفي مجلس التعاون لدول الخليج العربية يعتبرون الحضارم هم العقل المدبر للأعمال والتجارة كالصينيين أو اليابانيين في آسيا أو كالشاميين في أمريكا اللاتينية.
إن الحضارم شعب يتيمز بالنباهه الفطرية من الله عز وجل فلديهم قدرة على تحمل المشاق وحسن التصرف مع الأمانة اللامتناهيه فهذا الشعب يعتبر كالدارس أو المتمكن لمادة البرمجة اللغوية العصبية فلدية قدرة الإقناع فنراهم في مجال التسويق ومايفعلون ونرى أيضا كيف إستطاعوا نشر الدين الإسلامي لنصف المسلمين حاليا بقدرتهم الخاصه بإقناع الناس بهذا الدين العظيم. لقد وفق الله الحضارم في نشر الإسلام (حتى أصبحو أصحاب الفضل بعد الله في إسلام نصف مسلمي اليوم) ونشر الحرف العربي وتأسيس حركة أدبية صحفية بحاجة إلى من يتفرغ لدراستها. ولقد أصدر رجال الفكر والأدب الحضارم أكثر من عشرين صحيفة ومجلة في إندونيسيا وحدها ، عوضا عن ماليزيا وسنغافورة وتايلاند وملاوي وبورما والهند وزنجبار والصومال وإثيوبيا وجزر القمر والفلبين وكينيا وغيرها من الدول .
شخصيات حضرمية بارزة على مدار التاريخ
الحضارم قوم قلة من العرب كقنطار ملح في صومعة كبيرة من صوامع الغلال، أعطوا مساهماتهم المتواضعة في الحياة الفكرية العربية، إبتداء بالشاعر إمرؤ القيس بن حجر الكِندي, والمقنع بن حجر الكِندي ، وأبو العلاء الحضرمي ، وعبد الرحمن الغافقي ومروراً بــأبي عبدالرحمن بن خلدون الحضرمي وعلي أحمد باكثير ...
من ألمع رجالات الإقتصاد أمثال الشيخ سالم بن محفوظ الذي بنى إحدى أهم روافد الاقتصاد السعودية وأحد أهم مراكز الصرافة بالمملكة التي مولت العديد من المشاريع الخاصة والعامة
دكتورة سهاد باحجري الكِندي وهي أستاذ علم الكيمياء الحيوية بجامعة الملك عبدالعزيز فقد كانت المُشاركة العربية الوحيدة في المؤتمر العالمي لأمراض القلب بين الخبراء الأجانب،وبلنسبة للمجالات الإنشائية التعميرية نجد الشيخ محمد بن لادن الذي أشرف على أعمال أطهر ثلاثة مساجد عمل فيهم لرضى الله غير مبالي بالأرباح والأموال، فدفع ثمن لهذه الأعمال صحته وراحته وحياته أخيرا
إن هناك الكثير من الناس لا يعلمون أن للحضارم تاريخاً عريقاً ليس في التجارة فحسب بل في الفكر والأدب والدعوة والفقه في البلدان التي إستقروا بها ففي إندونيسيا وسنغافورا وماليزيا وغيرها من جزر شرق آسيا عشرات المؤلفات وعشرات الصحف وعشرات المعارك الفكرية التي ألفها وأصدرها وخاضها الحضارم، اليوم نجد الكثير من الحضارم في مناصب سياسية عالية سواء كالرئيس الماليزي عبدالله بدوي و الأسبق له مهاتير محمد بينما واحدة من السلاطين الماليزية فنجد السلطان بنفسة حضرمي وهو من عائلة "جمال الليل"، وإذا نظرنا إلى سلطان دولة بروناي فهو بنفسه حضرمي الأصل وينتمي إلى عائلة "بلقين". ومما يحز في النفس أن يتجاهل ويغيب في غياهب التاريخ إجتهاد الحضارم المجيد في خدمة الدعوة الإسلامية واللغة العربية والأدب العربي
كل ذالك ليس منّة من أهل حضرموت على أحد من العالمين بأن يتولوا نشر الرسالة المحمدية، وتحديدا التقنيه في عملية نشره فلم يشهروا سيفا ولم يجادلوا بالباطل، بل تسلحوا بعرى الإيمان وقدموا علما يسمى بــ ( فن المعاملة ) فصدقوا مع الله ربهم فسخر الله لهم قلوب العباد، فدخلت ملايين البشر أفواجا، فبالصبر واليقين كانت العزة لدعاة الإسلام من أهل حضرموت وعلى رأسهم (سادتهم آل البيت المحمدي) ، وكانوا ومازالوا مصدر إشعاع في تلك البلاد، فحفظوا للناس حقوقهم فأوفى الناس لهم حقهم.