السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
♥..♥ مـفـتـاح الـرُّقِـىّ ♥..♥
ـــــــــــ
الـرُّقِىُّ هـدفٌ يسعى إليه كُلُّ إنسان ..
كُلٌّ يرغبُ فى أن يرتقى بنفسه .. بعمله .. بعلاقاته .. بكل شئٍ فى حياته .
لكنْ : لكى يرتقى ،، لا بد أن يَملك المفتاح ... مفتاح الـرقى ..
هـل للـرُّقىِّ مفتاح ؟
نعـم ... فلكل شئٍ مفتاح . ..
و الـرقى له عدة مفاتيح ،، و ليس مفتاحٌ واحد .
و أحد هذه المفاتيح و أهمها : القــراءة .
فلنُمسك بالمفتاح ، و لنبدأ أولى خطوات الرقى .
القـراءة أول أمـرٍ وُجِّه لنبينا و حبيبنا محمدٍ صلى الله عليه و سلم : ((اقرأ باسمِ رَبِّكَ الَّذى خَلَق )) [العلق:1]
..
و هـذا دليلٌ على أهمية القـراءة و عظيم شأنها .
القـراءة : علـمٌ ،، و معـرفـةٌ ،، و ثقافـةٌ ،، و حضـارة .
القـراءة : رُقىٌّ ،، و تقـدم ،، و تنميـةٌ ،، و تطـور .
القـراءة : طـريـقٌ إلى الجنـة .
فهَيَّا نقـرأ ،، فبالقـراءة نصل إلى أعلى الدرجات فى الدنيا و الآخرة .
القـراءة : نـورٌ يُضئُ لنا الطريق ،، و يُخرجنا من ظُلمة الجهل .
القـراءة : منها ما هو ‹‹ واجب ›› ،، و منها ما هو ‹‹ مُستحب ›› .
فالقـراءة الواجبـة : هى التى يتعرف بها المرءُ على أساسيات
دينه ، و التى لا غِنى له عنها فى حياته ،، و التى قد يُعاقَبُ على
جهله بها أو عدم سعيه لمعرفتها ... كعلم التوحيد ، و العبادات
الأساسية كالصلاة و الصوم و غيرها .. و كمعرفة المرأة بما يجب
عليها و ما لا يجب فى وقت حيضها ..
و بدون القـراءة قد لا تعرف ما هى الاستحاضة مثلاً ، و قد لا تستطيع
التفريق بينها و بين الحيض ... و هكذا فى كل أمور العبادة .
أما القـراءة المُستحبَّـة : فهى ما زاد على ذلك ، يعنى ما تعدَّى
الأساسيات كقـراءة الشخص فى البيوع مع عدم عمله بالتجارة ،
أو القـراءة فى المواريث ، و كذلك القـراءة فى المجالات الأخرى
الاجتماعية و البيئية و الصحية و غيرها .
بالقـراءة وصل الشيخ الألبانى رحمه الله إلى ما وصل إليه من العلم ،
و ذاع صِيتُه ، و استطاع أن ينصر سُنَّةَ نبينا محمدٍ صلى الله عليه
و سلم بإظهار الصحيح من الضعيف من الأحاديث التى رُوِيَت عنه صلى الله
عليه و سلم .
بالقـراءة أصبح الشيخ ابن عُثيمين علّامة ، و وصل إلى ما وصل إليه
من الشهرة و العلم .. و كذلك الشيخ ابن باز ... و قبلهم : ابن حَجَر ،
و ابن تيمية ، و ابن القَيِّم ، و ابن قُدامة المَقدسىّ ، و ابن الجوزى ،
و أحمد بن حنبل ، و أبو حنيفة ، و غيرهم من كبار أئمتنا و علماءنا
رحمهم الله جميعًا ..
و كذلك ما وصل مشايخُنا المعاصرون إلى ما وصلوا إليه إلا بالقـراءة و العلـم .
و لقد حَثَّنا نبيُنا صلى الله عليه و سلم على القـراءة ، و خاصـةً قـراءة كتاب الله تعالى ، فقال : (( اقـرءوا القـرآن ، فإنه يأتى يومَ القيامة شفيعًا لأصحابه )) [رواه مسلم] . ، و قال صلى الله عليه و سلم : (( يُقال لصاحب القـرآن : اقـرأ و ارتقِ و رَتِّل كما كنت تُرتِّلُ فى الدنيا ، فإنَّ منزلتك عند آخر آيةٍ تقرؤها )) [رواه أبوداود و الترمذى و قال : حديثٌ حَسَنٌ صحيح] .
كما حَثَّ نبينا صلى الله عليه و سلم على تعلـم القـراءة و دعا إليها ،، و جعل فِداء أسـرى بعض المشركين فى غزوة بدر أن يُعَلِّموا أبناءَ الأنصار الكتابة .
ما الذى يجعلنى أبدأ فى قـراءة كتابٍ معين ، ثم أترك قراءته و لا أكمله ؟
و الجـواب : هو أنه :-
1- قد يُعجبنى غلاف الكتاب أو عنوانه أو نوع الخط به و ألوانه
و تنسيقاته ، ثم لمَّا أبدأ فى قـراءته أجده مُمِلاً ، أو لا أجد محتواه
مشتملاً على شئٍ مما أشار إليه العنوان .
2- نوع الخط بالكتاب قد يكون مُتعبًا للعين ، و قد يكون
صغيرًا جدًا ، فلا يُشجعنى على قـراءته .
3- سهولة تمزق الكتاب و انفصال أوراقه .
4- كِبَر حجم الكتاب كأن يتعدَّى الألف صفحة .
5- وجود الأخطاء المطبعية الكثيرة التى قد تُغَيِّر المعنى ،
خاصةً فى الآيات القـرآنية و الأحاديث النبوية و أسماء الصحابة
و الأماكن و غيرها .. أو وضع علامات إعرابية غير صحيحة على الكلمات
كنصب المرفوع و جر المضموم .
ما الذى يجذبنى لقـراءة كتابٍ معين ؟
1- عنوان الكتاب : بأن يكون عنوانُه جَذَّابًا ، مُوَضِّحًا محتواه .
2- محتوى الكتاب : بأن يكون محتوىً مناسبًا ، ليس بالطويل
المُمِل ، و لا بالقصير المُخِل ، مشتملاً على الأدلة الصحيحة من
الكتاب و السُّنَّة و كلام السلف الصالح ، و كذلك القصص الواقعية .
3- أن يكون الموضوع فيما يهم الناس من قضايا و غيرها .
و مما يجعل الشخص يستفيد مما يقـرأ و يخرج منه بما ينفعه :-
1- الاختيار الجيد للموضوع أو الكتاب الذى سيقرؤه .
2- أن يقـرأ فى مكانٍ هادئ جيد الإضاءة و التهوية .
3- كتابة بعض الفوائد التى يخرج بها من الكتاب أو الموضوع .
و ليست القـراءة مُقتصرة على نـوعٍ معين من الكتب أو المجالات ،
لكنْ لا بد أن تكون القـراءة فى مجالات مختلفة .. فى الدين و الطب
و غيرهما من المجالات ... و على الشخص ألا يقتصر على القـراءة
فى مجال تخصصه ، لأنه بذلك تصبح عنده أُمِيَّة فى باقى المجالات ..
فالأمية لا تقتصر فقط على الأمية الأبجدية ،، بل هناك الأمية السياسية ،
و الأمية البيئية ، و الأمية المعيشية ، و غيرها .
و مما آسَفُ له - أخواتى - أن أجدَ مواضيعَ مُتميزةً بهذا المنتدى ،
بأقلام عضواته ، بها الفائدة ، ،، يَمر الموضوع دون أن يقرأه أحد ،
أو يقرؤه عددٌ قليل .
فلنكتب - أخواتى - مواضيعَ بأقلامنا ، نُخرج من خلالها ما بداخلنا ،
و نشجع غيرنا على قـراءتها و الاستفادة منها .
و هـذه دعــوة أقـدِّمُها للجميـع ،،، لنستعيـد مجـدَنا ، و نرتقى
فى سُلَّـم التطـور ،، بالقـراءة .. و لنبـدأ بقـراءة كتاب الله سبحانه
و تعالى ‹‹ القـرءان الكـريـم ›› .. فهو نِبراسٌ يُضئُ لنا الطريق ،
و هو نـورٌ يُعيننا على مواصلة السير فى هذه الحياة .
أخيتى : اجعلى الكتابَ أنيسك ... فهو الذى يُعطيكِ دون أن يأخذ منكِ ،
و خـيرُ جليسٍ فى الـزمانِ كتابُ
و هو الذى يأخذكِ فى رحلاتٍ مُمتعة دون أن يطلب منكِ أُجرة ،
و هو الذى يُعَلِّمُكِ و يُكَرِّرُ عليكِ المعلومات دون ملل ، و هو الذى
يُجيبكِ عن أسئلتكِ و لا يبخل عليكِ ، و هو الذى يُحَدِّثُكِ دون تعب ،
و هو الذى يُطيعُكِ و لا يُعصيكِ ، و يُصَدِّقكِ و لا يُكَذِّبُكِ ،
و يُغنيكِ و لا يُفقرك ..
و أعظم الكتب و أجَلُّها - كما سبق و أنْ أوضحت - القـرآن الكـريـم
((كِتَابٌ أنزَلنَاهُ إِلَيكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَروا ءَاياتِهِ وَ ليَتَذّكَّرَ
أولُوا الألبَاب )) [ص:29] .
يقـول الشيخ : عائض القـرنى فى كتابه " لا تحـزن " :-
‹‹ قال أبو عُبيدة : قال المُهَلَّب لبنيه فى وصيته : يا بَنِىَّ ، لا تقوموا
فى الأسواق إلا على زَرَّاد أو وَرَّاق .
و حَدَّثنى صديقٌ لى قال : قـرأتُ على شيخٍ شامىٍّ كتابًا فيه من مآثر
غطفان ، فقال : ذهبت المكارم إلا من الكتب .... و سمعتُ الحَسَن اللؤلؤى
يقول : غبرتُ أربعين عامًا ما قِلتُ ولا بِتُّ و لا اتكأتُ إلا و الكتابُ
موضوعٌ على صدرى ›› ....
و هنا يأتى سـؤالٌ مهـم ، و هـو :
هل قَلَّت القـراءةُ فى زماننا هـذا مع وجود الوسائل التقنية الحديثة من
انترنت و دشوش و غيرها ؟ أم ما زالت القـراءةُ موجودةً و ما زال
للكتاب مكانتُه و قيمتُه ؟
و الجـواب : فى نظـرى ، أنَّ القـراءة ما زالت تحتل مكانةً مُهمةً
فى حياة الكثير من الأفراد ، و ما زال الكتاب هو المصدر الأول للعلم
و المعرفة و الثقافة عند الكثيرين ..
و بجانب الكتاب و القـراءة منه ، فإنَّ الوسائل الحديثة كالحاسوب
و الانترنت و غيرهما ساعدت على تسهيل عماية البحث و القـراءة ..
فهى وسائل تساعد فى الوصول السريع للمعلومات و الكتب ،
و التى قد تكون باهظة الثمن ، و بالتالى تساعد على قـراءتها .
فلنرتقى - أخواتى - بفِكرنا ، و لنُنَمِّى عقولنا ، و لنُغذِّيها بما ينفعها ،
و لنبدأ الآن بقـراءة المفيد و النافع : فى الكتب أو الانترنت أو غيرهما ..
و لنعلـم جميعًا أنَّ القـراءةهى التى ستضع أرجلنا على أول طريق الجنة ...
و فى الآخرة سيُقال لكل إنسان :
((اقـرأ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفسِكَ اليَومَ عَلَيكَ حَسِيبًا )) [الإسراء:14] ..
فـ اللهم اجعلنا مِمَّن يُؤتَون كتابهم بيمينهم ، و يقـرأونه فيجـدون
فيه ما يَسُـرُّهُم ، و يُقالُ لهم : ادخلوا الجنةَ بسلامٍ ءَامنين ،
راضين مُطمئنين ..... آميـــن .