بروق النِّعم من دياجير الظُّلَم
من أمير الشعر أحمد شوقي إلى دمشق في نكبتها الثانية:
ماجد الدرويش
سلامٌ عليك ... ثم ألف سلام
من
منا لم يقرأ رائعة أمير الشعراء أحمد شوقي في نكبة دمشق يوم قصفها
الإفرنسيون بالطائرات والمدفعية الثقيلة؟ كان هذا سنة 1925 م يوم ثارت دمشق
على المحتل الإفرنسي، فحلَّت فيها نكبة عظيمة، غير أنها أسفرت عن عظمة في
نفوس أهل الشام وعن عزيمة.
أحداث
هذه النكبة يختصرها لنا الدكتور سامي مبيض الأستاذ في كلية العلاقات
الدولية في جامعة القلمون، وأنا أسرد بعض أحداثها لأجل أن ينزلها القارئ
على ما يدور في دمشق اليوم، فمع الفارق الزمني الذي يصل إلى حوالي خمسة
وتسعين سنة، إلا أنَّ الأحداث تتشابه، ورجال الشام اليوم هم أحفاد رجالها
أولئك. كما أنني وضعت بعض العناوين لبعض الفقرات لتعيننا في إنزال الأحداث
على واقعنا اليوم.
يقول الدكتور سامي مبيض:
(الانتفاضة)
"
في ساعة مبكّرة من صبيحة 18 تشرين الأول (أكتوبر) 1925، دخل 400 ثائر إلى
دمشق عبر منطقة (الميدان) تحت إمرة حسن الخراط، وهو حارس سابق في بساتين
(الشاغور) ومعه محمود سلام وأبو عبده ديب. كما اخترقت المدينة أيضاً مجموعة
مؤلفة من الخيالة المسلّحين بزعامة رمضان شلش عبر منطقة (الشاغور).
اتّجهت المجموعتان صوب قصر العظم، حيث كان الجنرال موريس سراي المفوّض السامي الفرنسي الجديد يقيم عادة عند وجوده في دمشق.
حظيت
المجموعتان بترحيب حار من التجار والسكان عند مرورهما في المدينة حيث
انضمّ إليهما عدد من المؤيّدين، ومع وصولهم إلى قصر العظم اشتبكوا مع
الحامية التي أقيمت للدفاع عن القصر بمعركة هائلة أدت إلى اندلاع النار في
قصر العظم.
انصرف المجاهدون لحماية الآثار الموجودة في حين كان الجنود الفرنسيون يطلقون النار على من رأوه منهم.
الجنرال
سراي لم يأت إلى القصر حسب عادته واستطاع أن ينجو من الاختطاف، غير أن
الثوّار اقتحموا مقرّه، وقاموا بتحطيمه ومصادرة كل ما وقعت أيديهم عليه
وذلك باسم الاستقلال الوطني. ..
لدى
سماعهم بحركة الثورة، قام الفرنسيون بإرسال تعزيزات إلى قواتهم في المدينة
القديمة وفرضو طوقاً عليها. ثم قاموا باقتحام (سوق الحميدية) حيث واجهتهم
مقاومة من (قبضايات) الحارة وزعاماتها، الذين لزموا أمكنتهم لصدّ هذه
التعزيزات.
أحاط
المقاتلون السوريون بالفرنسيين من كلتا الجهتين، وبعد دخولهم، أصبح من
المستحيل عليهم التراجع. وتعذّر على الدبابات دخول الشوارع الضيقة، أمّا
قلائل الجنود الذين تمكّنوا من الدخول، فقد علقوا في مواجهة دامية.
بحلول الغروب، كان معظم الجيش الفرنسي قد تمركز في دمشق، وبصورة رئيسية في محطة الحجاز والقلعة.
(خلية إدارة الأزمة)
فجأة
وعند الساعة الرابعة، انسحبت القوات الفرنسية من المدينة القديمة، وبدأت
المدافع من قلعة المزة تصب حممها على المنطقة الجنوبية من دمشق. وتفاصيل
ذلك: أن الجنرال سراي فقد صوابه لما فعله الثوار، فأقدم
على ضرب دمشق بالمدافع انتقاما من أهلها بحجة أنهم يدعمون الثوار ولا
يساعدون سلطة الانتداب للقبض عليهم وتسليمهم للعدالة الفرنسية.
تواصل
القصف ليومين وليلتين كاملتين، مستهدفاً بصورة أساسية كافة المناطق
القديمة بدءً بالأسواق المركزية المحيطة بالجامع الأموي وحتى (حي
الميدان).
وعملياً،
فقد تعرّض كل محل من المحال الموجودة في السوق القديمة إلى الخراب إما
بفعل حرائق الرشاشات أو قذائف القصف، بينما كان (سوق مدحت باشا) و
(البزورية)، اللذان يقعان بالقرب من أبواب قصر العظم، هما من أكثر المناطق
تعرّضاً للقصف الثقيل والشامل. أمّا سقف (سوق الحميدية) فقد انهار حوالي90
متراً منه على المتاجر الصغيرة.
وفي
اليوم الثاني، أرسل إنذار إلى كافة الأجانب في المدينة كي يلتجئوا مع
عائلاتهم إلى مدرسة الفرنسيسكان (دار السلام) والمشفى الفرنسي. كما طلب من
الفرنسيين رفع أقمشة بيضاء على سطح كل منزل مع صليب أحمر عليها لتحديد
منازل السكّان الأجانب.
( اللعب على الوتر الطائفي )
ثم
سحبت القوى العسكرية التي كانت موجودة بالمنطقة المسيحية في مدينة دمشق
أملا من الجنرال سراي بأن يهاجم الثوار هذه المنطقة ويعتدوا على إخوانهم
المسيحيين العزل فيبدأ السلب والنهب والمذابح بين الطائفتين ويتسنى لفرنسا
أن تقول إن هذه الثورة طائفية وليست وطنية وإنه لا يمكن للمسيحيين أن
يعيشوا مع المسلمين إلا تحت حماية دولة أجنبية وإن السوريين لا يستحقون
الاستقلال.
ولكن
خاب أملهم فما أن انسحبت القوات الفرنسية من الحي المسيحي حتى دخله الثوار
بقيادة حسن الخراط وطمأنوا إخوانهم المسيحيين على أرواحهم وأموالهم.
يومها قال أحد الضباط الفرنسيين الكبار الموجودين في دمشق:
( إن هؤلاء النصارى لا ينفعون لشيء، ولا يساعدوننا بشيء، فلينفعونا بموقفنا هذا على الأقل).
(الدمار الذي خلَّفه القصف)
أما
شوارع السوق القديم، التي كانت تضجّ عادة بالناس وتنبض بقلب وروح الحياة
الدمشقية القديمة، فقد امتلأت الآن بحطام الزجاج والبضائع، فضلاً عن جثث
السكان الذين لم يتمكّنوا من الهرب جرّاء القصف.
وفي
مناطق (باب الجابية) و (الشاغور) و (الخرابة)، احترق أكثر من 150 منزلاً،
وفي العديد من الحالات، تعرّضت هذه المنازل للنهب من قبل القوّات الفرنسية
التي عادت إلى المنطقة بعد توقّف القصف. وقد زيّنت غنائمهم من السجّاد
الشرقي، والزخارف والمفروشات لاحقاً مساكن الضباط الفرنسيين الذين أعادوها
معهم إلى باريس في نهاية المطاف. أمّا بيوت آل القوتلي، والبكري، والركابي
فقد تضرّرت بشكل لا يمكن إصلاحه.
(الإنتقام من أهالي المجاهدين)
أصدر
الجنرال سراي أمرا بإحراق قرى جرمانا، وزبدين، وداريا، والمليحة، ثم صب
البترول وأضرم النار في جميع منازل إحدى قرى الأمير كاظم الجزائري، فأصبحت
كوما من الرماد.
كثر
عدد الإعدامات شنقا أو رميا بالرصاص، ثم أرسلت فرنسا سيارتين مصفحتين إلى
(شارع مدحت باشا) لتطلقا القذائف على أبواب المخازن المملوءة بالبضائع، ثم
تنزل مجموعة من العسكر لتنهب ما في داخلها.
وقدّر
عدد الضحايا الدمشقيين بحوالي 1416 قتيلاً، كان من بينهم 336 من النساء
والأطفال. ... في 7 أيار (مايو)، طوّقت القوّات الفرنسية الميدان واقتحمت
البيوت على ساكنيها، آخذة كل ما يطيب لها من متاجر وبيوت المنطقة. ولم تكن
هذه المنطقة قد تعافت بشكل كامل بعد من القصف الذي طالها في شهر تشرين
الأول (أكتوبر) عندما حلّقت الطائرات الفرنسية فوقها وأغارت عليها، مسبّبة
حريقاً دمّر أكثر من ألف منزل.
(حرائر الشام في مواجهة طغمة الظلم والظلام)
في
اليوم ذاته، خرج وفد من نساء الميدان إلى المفوّض السامي ورجاه وقف إطلاق
النار. ولتحاشي المواجهة معهنّ أمر المفوّض السامي بحبسهنّ في محطة القدم،
حيث أفيد بأنهنّ تعرّضن لأسوأ أنواع المعاملة الوحشية والمهينة. وما فاقم
الوضع هو قطع المياه عن الحي، بينما امتنع الفرنسيون عن إرسال فوج الإطفاء
لنجدة السكان وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في المنطقة.
بعد
مرور يومين، كانت النيران قد عمّت أرجاء الميدان ووصلت إلى المناطق
المجاورة. ولو كانت الريح قوية في تلك الليلة المرعبة، لكانت الأحياء
المجاورة ستعاني من خسائر هائلة. ...
ومن
سكان المنطقة البالغ عددهم ثلاثين ألفاً، قضى أكثر من ستمئة شخص خلال
اثنتي عشرة ساعة فقط من القصف. ... ودفعت دمشق ثمن قضية الاستقلال وانتهت
ثورة دمشق الكبرى أخيراً ولكنها تفجرت بكافة المدن والقرى السورية". انتهى
السرد.
هذه هي أحداث ( نكبة دمشق )، عام 1925 م كما صورها الدكتور الفاضل.
ثم وفي عام 1926 م، يتوجه أمير الشعر بهذه القصيدة ( نكبة دمشق ) إلى منكوبي الثورة على يد الإفرنسيين.
وقبل
عرض القصيدة، أطلب من الإخوة الأفاضل القارئين لهذه الأبيات أن يضعوا بدل
المستعمر الإفرنسي عصابة الإجرام الجاثمة على صدر سوريا اليوم، ولن تختلف
معكم النتيجة سوى في بعض الفوارق التي تتمثل في أن الإفرنسيين يومها لم
يصلوا إلى مستوى المجرمين اليوم في الوحشية والقتل والتدمير، والتعرض
للنساء بعفتهنّ.
يقول أمير الشعر رحمه الله تعالى :
نكبة دمشق
سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ .............وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ
وَمَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافي.............. جَلالُ الرُزءِ عَن وَصفٍ يَدِقُّ
وَذِكرى عَن خَواطِرِها لِقَلبي ................ إِلَيكِ تَلَفُّتٌ أَبَدًا وَخَفقُ
وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ اللَيالي .............. جِراحاتٌ لَها في القَلبِ عُمقُ
ثم يتكلم عن شباب دمشق الأبطال المجاهدين، فيقول فيهم:
غَمَزتُ إِباءَهُمْ حَتّى تَلَظَّتْ .. .........أُنوفُ الأُسدِ وَاضطَرَمَ المَدَقُّ
وَضَجَّ مِنَ الشَكيمَةِ كُلُّ حُرٍّ ................. أَبِيٍّ مِن أُمَيَّةَ فيهِ عِتقُ
ثم يتناول أنباء الفاجعة والنكبة التي حلَّت بدمشق، فيقول:
لَحاها اللهُ أَنباءً تَوالَتْ....................عَلى سَمعِ الوَلِيِّ بِما يَشُقُّ
يُفَصِّلُها إِلى الدُنيا بَريدٌ.....................وَيُجمِلُها إِلى الآفاقِ بَرقُ
تَكادُ لِرَوعَةِ الأَحداثِ فيها........تُخالُ مِنَ الخُرافَةِ وَهيَ صِدقُ
وَقيلَ مَعالِمُ التاريخِ دُكَّتْ............وَقيلَ أَصابَها تَلَفٌ وَحَرقُ
أَلَستِ دِمَشقُ لِلإِسلامِ ظِئرًا...........وَمُرضِعَةُ الأُبُوَّةِ لا تُعَقُّ
صَلاحُ الدينِ تاجُكَ لَم يُجَمَّلْ ....... وَلَمْ يوسَمْ بِأَزيَنَ مِنهُ فَرقُ
وَكُلُّ حَضارَةٍ في الأَرضِ طالَتْ لَها مِن سَرحِكِ العُلوِيِّ عِرقُ
إلى أن بدأ يفصل في الأحداث التي أصابت دمشق في نكبتها، فيقول:
بِلَيلٍ لِلقَذائِفِ وَالمَنايا....................وَراءَ سَمائِهِ خَطفٌ وَصَعقُ
إِذا عَصَفَ الحَديدُ احمَرَّ أُفقٌ...............عَلى جَنَباتِهِ وَاسوَدَّ أُفقُ
سَلي مَن راعَ غيدَكِ بَعدَ وَهنٍ............أَبَينَ فُؤادِهِ وَالصَخرِ فَرقُ
(وَلِلمُستَأسدينَ)، وَإِن أَلانوا،....................قُلوبٌ كَالحِجارَةِ لا تَرِقُّ
رَماكِ بِطَيشِهِ وَرَمى (دمشقا) ............ أَخو حَربٍ بِهِ صَلَفٌ وَحُمقُ
إِذاما جاءَهُ طُلّابُ حَقٍّ..................يَقولُ عِصابَةٌ خَرَجوا وَشَقّوا
ثم توجه بالكلام إلى أهل سوريَّة ناصحا إياهم بعدم الانخداع بألاعيب
السياسة، وكأنه يقول لأحفاد أولئك اليوم: لا تنخدعوا بجلسات النقاش في مجلس
الأمن وفي دهاليز الأمم المتحدة، فهم يحدثونكم عن الحل السياسي والانتقال
السلمي للسلطة، وإنما هدفهم في الحقيقة الالتفاف على ثورتكم، واحتواء
الشعلة التي أضأتموها، ليضمنوا حاكما جديدا لسورية يكمل مسيرة رجلهم الذي
بدأ يترنح تحت قوة ضرباتكم. فاسمعوا لأمير الشعر يقول ناصحا :
بَني سورِيَّةَ اطَّرِحوا الأَماني................وَأَلقوا عَنكُمُ الأَحلامَ أَلقوا
فَمِن خِدَعِ السِياسَةِ أَن تُغَرّوا..............بِأَلقابِ الإِمارَةِ وَهيَ رِقُّ
وَكَمْ صَيَدٍ بَدا لَكَ مِن ذَليلٍ ......... كَما مالَتْ مِنَ المَصلوبِ عُنقُ
ثم ينصحهم بالتوحد وبعدم الانصياع لمغريات الغرب التي تؤدي إلى التفرق، وإنما يحضهم على التضحية والبذل، فيقول:
فُتوقُ المُلكِ تَحدُثُ ثُمَّ تَمضي............وَلا يَمضي لِمُختَلِفينَ فَتقُ
نَصَحتُ وَنَحنُ مُختَلِفونَ دارًا .......... وَلَكِن كُلُّنا في الهَمِّ شَرقُ
وَيَجمَعُنا إِذا اختَلَفَت بِلادٌ .............. بَيانٌ غَيرُ مُختَلِفٍ وَنُطقُ
وَقَفتُمْ بَينَ مَوتٍ أَو حَياةٍ ........... فَإِن رُمتُمْ نَعيمَ الدَهرِ فَاشْقَوا
وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُر ......... يَدٌ سَلَفَت وَدَيْنٌ مُستَحِقُّ
وَمَن يَسقى وَيَشرَبُ بِالمَنايا...... إِذا الأَحرارُ لَم يُسقوا وَيَسقوا
وَلا يَبني المَمالِكَ كَالضَحايا .......... وَلا يُدني الحُقوقَ وَلا يُحِقُّ
فَفي القَتلى لِأَجيالٍ حَياةٌ ........ وَفي الأَسرى فِدًى لَهُمُ وَعِتقُ
وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ ..................... بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ
ثم يتوجه إليهم شاكرا لهم جهادهم الذي أعاد للأمة عزها ومجدها، كما أن جهاد أحفادهم اليوم أعاد لبلاد الشام تألقها، فيقول:
جَزاكُمْ ذو الجَلالِ بَني دِمَشقٍ ........... وَعِزُّ الشَرقِ أَوَّلُهُ دِمَشقُ
نَصَرتُمْ يَومَ مِحنَتِهِ أَخاكُمْ ............... وَكُلُّ أَخٍ بِنَصرِ أَخيهِ حَقُّ
كما يتوجه إلى الدروز الأشاوس، بني معروف، مبينا دورهم في الجهاد والبذل،
كما كان دور المسيحيين في إفشال مخطط الإحتلال الذي حاول أن يشعل جذوة
الحرب الطائفية والمذهبية خدمةً لمصالحه، فيقول أمير الشعر مبينا دور
الطوائف جميعها في مواجهة المستعمر المستأسد:
وَما كانَ الدُروزُ قَبيلَ شَرٍّ ........... وَإِن أُخِذوا بِما لَم يَستَحِقّوا
وَلَكِن ذادَةٌ وَقُراةُ ضَيفٍ ............. كَيَنبوعِ الصَفا خَشُنوا وَرَقُّوا
لَهُم جَبَلٌ أَشَمُّ لَهُ شَعافٌ ........ مَوارِدُ في السَحابِ الجُونِ بُلقُ
لِكُلِّ لَبوءَةٍ وَلِكُلِّ شِبلٍ ............... نِضالٌ دونَ غايَتِهِ وَرَشقُ
كَأَنَّ مِنَ السَمَوأَلِ فيهِ شَيئًا ........... فَكُلُّ جِهاتِهِ شَرَفٌ وَخَلقُ.
رحمك الله تعالى يا أمير الشعر، وكأنك كتبت قصيدتك عن (محنة دمشق) بالأمس،
هدية (لمحنتها اليوم)، فما يصيبها على يدي جلادها القريب، ليس بأقل مما
أصابها على يدي جلادها البعيد. وإن كنا جميعا في الهمَّ متوحدين، فإن
الظالمين المجرمين في الأفعال متشابهين، وصدق ربنا ذو القوة المتين، القائل
في كتابه المبين: ( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) والقائل: ( أتواصوا به بل هم قوم طاغون).
ماجد الدرويش