لمن يريد ان يغير اسم عضويته بالمنتدى ((الأحوال المدنية )) ^^

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قول الحسن البصري عن المرض:
" أما والله ما هو بشرٍ أيام المُسْلِمِ، وأيامٌ قُوربَ له فيها من أجله، وذُكِّرَ فيها ما نسىَ من معاده، وكُفِّرَ عنه من خطاياه"
الهمسة الثانية: أيها المريض ... عليك أن تحسن الظن بالله تعالى:

فقد أخرج الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صل الله عليه وسلم قال:

" لا يموتن أحدكم إلا وهو يُحسن الظن بربه"
قال العلماء: ومعنى إحسان الظن بالله أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه، وفي حالة الصحة يكون خائفاً راجياً، وإذا دنت أمارات الموت غلب الرجاء أو محضه؛ لأن مقصود الخوف الانكفاف عن المعاصي والقبائح، والحرص على الإكثار من الطاعة وصالح الأعمال، وقد تعذر ذلك أو معظمه في هذه الحالة، فاستحب إحسان الظن المتضمن للافتقار إلى الله تعالى والإذعان له.

وفي الحديث القدسي الذي أخرجه البخاري ومسلم: " أنا عند حُسن ظن عبدي بي "
قال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ: أي: في الرجاء وأمل العفو

وأخرج الإمام أحمد وابن حبان بسند صحيح عن حَبَّانَ أبي النضر قال:

" خرجت عائداً ليزيدَ بن الأسود فلقيتُ واثلةُ بن الأسقع وهو يريدُ عيادتَهُ فدخلنا عليه، فلما رأي واثلةَ بَسَطَ يَدَهُ وجعل يشيرُ إليه، فأقبل واثلةُ حتى جلس، فأخذ يزيد بكفيْ واثلةَ فجعلها على وجهه، فقال له واثلةُ: كيف ظَنَّكَ بالله ؟ فقال: ظني بالله واللهِ حَسَنٌق
ال واثلةُ: فأبشر، فإني سمعتُ رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: أنا عند حُسن ظن عبدي بي إن ظن خيراً فَلَهُ وإن ظَنَ شَراً فَلَهُ "
فاجعل أيها المريض حسن الظن بالله شعارك ودثارك وقوِ به رجاءك.

يقول سهل القطعي:
" رأيت مالك بن دينار ـ رحمه الله ـ في منامي، فقلت: يا أبا يحيى ليت شعري ماذا قدمت به على الله ؟ قال: قدمت بذنوب كثيرة فمحاها عني حسن الظن بالله ". (حسن الظن بالله لابن أبي الدنيا صـ 96)

وحق على العبد أن يظن بربه خيراً، وأن ينتظر منه فضلاً، وأن يرجو من مولاه لطفاً، فإن من أمره في كلمةٌ "كُن"، جديرٌ أن يوثق بموعوده، وأن يتعلق بعهوده، فلا يجلب النفع إلا هو، ولا يدفع الضرّ إلا هو، وله في كل نفس لطفٌ، وفي كل حركهٌ حكمةٌ، وفي كل ساعة فرجٌ، جعل بعد الليل صبحاً، وبعد القحط غيثاً، يُعطي ليُشكر، ويَبتلي ليعلم من صبر، يمنح النعماء ليسمع الثناء، يُسلِّط البلاء ليُرفع إليه الدعاء، فحريُّ بالعبد أن يقوي معه الاتصال، ويمد إليه الحبال، ويكثر السؤال، قال تعالى:

{وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ } ( النساء:32) وقال تعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً } (الأعراف:55)

(لا تحزن صـ 345 بتصرف)

ومن المعلوم أن من أحسن الظن بالله فإنه سيحب لقاءه، ومن أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه.

فقد أخرج البخاري ومسلم عن عبادةَ بن الصامت أن النبي صل الله عليه وسلم قال:

" من أحبَّ لقاءَ الله أحب الله لقاءَهُ، ومن كره لقاءَ الله كرِهَ اللهَ لقاءَه "
وفي رواية أخرى عند البخاري ومسلم أيضاً عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم :

" قال الله تعالى: إذ أحب عبدي لقائي أحببتُ لقاءهُ وإذا كرِهَ لقائِي كرهتُ لقاءه "
وأخرج البخاري ومسلم عن عائشة ـ رضي الله عنهما ـ قالت: قال رسول الله صل الله عليه وسلم:

" من أحَبَّ لقاءَ الله أحبَّ الله لقاءهُ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءَهُ، فقلت: يا نبي الله أكراهية الموت ؟ فكُلُّنَا نَكْرهُ الموت. قال: ليس ذلك، ولكن المؤمن إذا بُشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحبَّ لقاءَ الله فأحَبَّ اللهُ لقاءهُ، وإن الكافرَ إذا بشر بعذابِ اللهُ وسخطهِ كرِهَ لقاء الله وكرِه الله لقاءهُ"
الهمسة الثالثة:أيها المريض .. لا تُحمِّل أهلك وإخوانك وأحبابك مالا يطيقون:
أخي المريض ..... تذكر أن أهلك وإخوانك وأحبابك متأثرون لما أنت فيه، قد أحسوا بمصابك، وشعروا بألمك، وتوجّعوا لوجعك، فحقّ عليك أن تراعي أموراً معيَّنه في التعامل معهم.

أولهـا: لا تحمِّل من حولك ما لا يطيقون بتكليفهم بالقيام بأمور يشقّ عليهم القيام بها، أو مطالبتهم بمطالب يعجزون عن تحقيقها أو يرهقهم توفيرها، وإن كانوا يعطفون عليك ويرحمونك ويتحملون منك، لكن لا ينبغي أن تجعل ذلك مُبَرِّراً للإثقال عليهم.

ثانيها: أظهر لأهلك ومحبيك أنك بخير، وأن صحتك في تحسّن مستمر، وأنّ نفسّيتك عالية، لتطمئنهم وتطرد عنهم القلق والحزن الذي أحاط بهم إشفاقاً عليك.

ثالثها: إذا حصل من أحد من أحبابك وإخوانك وأقاربك تقصير في زيارتك أو السؤال عنك، فالتمس له العذر، ولا تحمل عليه في صدرك، والتمس له المعاذير، فقد يُقصِّر في ذلك لأمور:-

منها: عدم العلم بحالك، فقد لا يعلم بما أصابك من المرض.

ومنها: النسيان، وكل أحد عرضة له.

ومنها: الاشتغال بأمور ملزمة لا انفكاك له عنها.

وثمت أعذار أخرى إذا التمستها وجدتها.

أخي المريض ... إذا كنت طريح الفراش وتنام على السرير، وحولك الأهل والأحباب فاحمد الله على هذه النعمة، فغيرك ملقاة أجسادهم في الشوارع ويشتهون كوب الماء ولا يجدون من يعطيهم إياه

يقول السلام بن أبي مُطيع ـ رحمه الله ـ:

" دخلت على مريض أعوده فإذا هو يئن، فقلت: أذكر المطروحين في الطرق، واذكر الذين لا مأوى لهم ولا من يخدمهم، قال: ثم دخلت عليه بعد ذلك، فلم أسمعه يئن، فجعل يقول: أذكر المطروحين في الطرق، وأذكر الذين لا مأوى لهم ولا لهم من يخدمهم "
الهمـسة الـرابـعـة: أيها المـريض ... احرص على وقتك، واملأه بطــاعة الله
ولا تقطعه بالمعاصي:
أخي المريض ... عليك أن تحفظ وقتك بما ينفعك ويقرِّبك إلى ربك ـ جل وعلا ـ على قدر استطاعتك، فأكثر ما استطعت من الصلاة، وقراءة القرآن، وذكر الله تعالى ودعائه، واستغفاره، واستمع إلى الشريط النافع، واقرأ في الكتب المفيدة، فلديك وقت طويل تتمكن في خلاله من القيام بكثير من الأعمال التي تتطلب وقتاً. وبهذا الصنيع تحصل على الأجر العظيم، وتطرد عنك وساوس الشيطان الرجيم، وتستجلب انشراح الصدر وطمأنينة القلب، وتملأ فراغك بما يعود عليك بالنفع.

وعليك أن تبتعد عن المحرّمات صغيرها وكبيرها، فأنت في هذه الحال أحوج ما تكون إلى رضا ربك واستجلاب مغفرته ورحمته، وليس من اللائق أن ترجو نزول الشفاء ممن يصعد إليه منك السيئ.

فطهِّر بصرك من النظر إلى ما حرّم الله عليك سواء على الطبيعة، أو عبر الأجهزة المرئية، أو على صفحات الجرائد والمجلاّت. وطهِّر سمعك من الاستماع إلى المحرمات من الأغاني الماجنة أو الموسيقى أو الغيبة ..... وغير ذلك.

وطهِّر لسانك من القول المحرّم من التسخّط على الله أو شكواه إلى خلقه، أو الغيبة، أو الشتم واللعن، أو غير ذلك. وابتعد عن التدخين وشرب المسكر وسائر المحرمات.

وهكذا ينبغي أن يكون حال كل مريض، أن يستشعر قرب الآخرة ويجعلها تملأ قلبه، ويستشعر قرب لقاء ربه، ويُخرجُ الدنيا من قلبه وعقله فإنها لا تساوي عند الله جناح بعوضه.

عن ثابت قال:

"دخلنا على ربيعة بن الحارث نعوده وهو ثقيل (مريض مرضاً شديداً ) فقال: إنه من كان في مثل حالي هذه ملأت الآخرة قلبه، وكانت الدنيا أصغر في عينيه من ذباب ".
قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ:

ينبغي على المريض أن يحرص على تحسين خلقه، وأن يجتنب المخاصمة والمنازعة في أمر الدنيا، وأن يستحضر في ذهنه أن هذا آخر أوقاته في دار الأعمال فيختمها بخير، وأن يستحلّ زوجته وأولاده وسائر أهله وغلمانه، وجيرانه، وأصدقائه، وكل من كانت بينه معاملة أو مصاحبة أو تعلق، ويرضيهم.

وأن يتعاهد نفسه بقراءة القرآن والذكر وحكايات الصالحين وأحوالهم عند الموت. وأن يحافظ على الصلوات واجتناب النجاسة وغيرهما من وظائف الدين، ولا يقبل قول من يخذله عن ذلك، فإن هذا مما يبتلى به، وهذا المخذل هو الصديق الجاهل، والعدو الخفي، وأن يوصي أهله بالصبر عليه وبترك النوح عليه، وكذا يعني ترك إكثار البكاء، ويوصيهم بترك ما جرت العادة به من البدع في الجنائز، وبتعاهده بالدعاء. (المجموع النووي: 5/118 )

تنبيه: على الإنسان منا أن يحافظ على أوقاته صحيحاً كان أو مريضاً، فالأنفاس نفيسة،لا عدل منها ولا خلف لها، وإذا كان الإنسان حال صحته مجتهداً في طاعة الله محافظاً على أوقاته، ثم حبسه المرض فإن من فضل الله تعالى عليه أن يجري عليه ما كان يعمل صحيحاً مقيماً.

فقد أخرج الإمام أحمد والطبراني والحاكم عن عقبة بن عامر أن النبي صل الله عليه وسلم قال:

" ليس من عمل يومٍ إلا وهو يختم عليه، فإذا مرضَ المؤمنُ قالت الملائكة: يا ربنا عبدُك فلانٌ قد حبستَهُ، فيقول الربُّ: اختموا له على مثل عملهِ حتى يبرأ أو يموت "
(صحيح الجامع: 4325)

فالإنسان يحرص على فعل الطاعة حتى إذا مرض كان في طاعة ويجري عليه القلم بذلك، وإن كان مرابطاً على معصية ثم مرض على ذلك ولم يتب منها فإنه يختم عليه في كل يوم كما كان يفعل قبل المرض، فهذه دعوة على ملازمة التقوى وفعل الخيرات والاستقامة عليها، فالمرض كالموت يأتي في لحظة.

فعلى المريض أن يكثر من التوبة والذكر والاستغفار، فربما كانت هذه آخر لحظاته في الحياة فيختمها بخير.

عن أبي محمد الحريري قال: " حضرتُ عند الجنيد قبل وفاته بساعتين: فلم يزل تالياً وساجداً، فقلت له: يا أبا القاسم قد بلغ ما أرى من الجهد، فقال: يا أبا محمد أحوج ما كنتُ إليه هذه الساعة، فلم يزل كذلك حتى فارق الدنيا "فعلى الإنسان أن يجتهد في مثل هذه الأوقات، فالشيطان أشد ما يكون في مثل هذه الأوقات.

وقد روي في الحديث: " أن إبليس لا يكون في حال أشد منه على ابن آدم عند الموت يقول لأعوانه: دونكموه ([4]) فإنه إن فاتكم اليوم، لم تلحقوه"
وروى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه قال:

" حين احتضر أبي جعل يكثر أن يقول: لا بعد، لا بعد، فقلت: يا أبه ما هذه اللفظة التي تلهج بها في هذه الساعة ؟ فقال: يا بني. إن إبليس واقف في زاوية البيت وهو عاضٌّ على إصبعه وهو يقول: فُتَّني يا أحمد ؟ فأقول: لا بعد"
يعني لا يفوته حتى تخرج نفسه من جسده على التوحيد
كما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد:

" قال إبليس: يا رب. وعزتك وجلالك ما أزال أغويهم مادامت أرواحهم في أجسادهم. فقال الله تعالى: وعزتي وجلالي ولا أزال أغفر لهم ما استغفروني"
(البداية والنهاية لابن كثير: 321/10)
المصدر : منشورة في متفرقات

merci sadja

يجزيك الخير اختي موضوع رائع ومهم

وكل همسه احلى من التانيه الله يعطيكي العافيه

بارك الله فيك يا سجى في ميزان حسناتك إن شاء الله
همسات حلوة كتير وبوقتن لانو شكلي رح امرض قريباً جداً Sad

مشكورين على مروركم الكريم وجزاكم الله حبراً اخواني

أمين،إبتسامة أمل،أسماء، أسعدني تواجدكم جداً

أختي أسماء سلامتك من المرض وبارب ماتمرضي

لكم التحية والتقدير

تسلميلي يارب يا سجى الله يسلمك همسات في أذن المريض 4039192426

إن شاء الله ما بمرض مع انو الطقس ما بساعد صار شتي عفجأة

بارك الله فيكي اختي سجى عالموضوع القيم

والله يبعد المرض عن الكل

جزيتي الجنة اختي

رغم طول الموضوع الا اني استمتعت بقرائته واحببته Smile

بارك الله فيكِ سجى همسات رائعه جداً

بارك الله فيكي يا سجى
أسأل الله لي ولكم الشفاء،

أسماء
سنبلة الخير
عصفورة النهرين
زين الزين
جزاكم الله خيراً على مروركم الكريم والعطر
أسأل الله الشفاء العاجل لكل مرضى المسلمين
اللهم آمين يارب
لكم التحية والتقدير

الله يبارك فيك أختي

وهمساات رائعة

جزيتي الجنة

رائع اختي سجى

بارك الله فيكي يارب

ويجب ان يعلم المريض ان المرض كفارة للذنوب
فما من شوكة تشوك المسلم لا محا الله بها سيئة

لولوة البحر

فارس

جزاكم الله خيراَ على مرورك العطر وكلماتكم الرائعة

وفعلاَ اخي فارس المرض هو كفارة للذنوب الحمد الله

لكم مني كل الود والتقدير

» وقفة مع .. عيادة المريض
» همسات
» همسات لمن أحب
» همسات ايمانية
» همسات إيمانية