خطورة عدم الإعتراف بالمعصية.
دعوة للتوبة والإنابة وقبول النصيحة.
من أخطر الأمور في أيامنا أن بعض الناس لا يعترفون بأنهم عصوا الله عز وجل، وذلك لأسباب عدة، منها الجهل بعلم الدين،
فالجهل مستشري بين الناس وقليل منهم يتعلم العلم الشرعي الصحيح.
ومنها أنهم لا يتقبلون النصيحة من غيرهم بسبب عدم التواضع أو بسبب تكبر نفسه التي تمنعه من قبول النصيحة.
ولكن من أخطر الأمور في أيامنا أن لا يتقبل الشخص النصيحة ليرجع عما هو فيه من المعصية بسبب شيطانه أو بسبب نفسه الأمارة بالسوء التي تقول له : أنت إذا قبلت أنك واقع في الحرام يعني ذلك أنك
ستعيد المال إلى فلان أو أنك عليك قضاء كذا من الصلوات أو قضاء كذا من الصيام أو عليك القيام بالحج من جديد أو أن زوجتك طالق منك أو عليك أن تستسمح فلان أو تعتذر من فلان . . . . . هكذا يقول له شيطانه ،
هذا من أخطر الأمور في النفوس وهو عدم قبول الحق ، مثلاً كالذي لم يكن يؤدي الصلاة كما أمر الله بأركانها وشروطها فجاء إليه شخص وقال له (هكذا لا تصح صلاتك إذا تركت ركناً مجمعاً عليه في الصلاة)، عندها يقول له شيطانه (أنت إذا قبلت بهذا معناه عليك قضاء سنين من الصلوات)،
فيسـتـثـقـل ذلك ويعرض.
وكذلك من كان يعمل عملاً يحصل منه على مال حرام، فإذا نصحه أحدهم قد تقول له نفسه (أنت إذا وافقت أن هذا المال حرام يعني عليك ترك هذا العمل) فبعض الناس لا يقبلون ولا يعترفون حتى لا يترك عمله.
ومنهم من إذا قلت له (أنت بكلامك كذا وكذا طلقت زوجتك) لا يقبل (بالعامية : ما بحطها واطية) فلا يريد أن يعترف بالحق ولا يريد أن يقبل الحق حتى لا تحتسب زوجته طالقاً منه ، والأخطر من ذلك أن يكون طلقت زوجته منه منذ أكثر من سنة أو من سنين ولها منه أولاد ! ! ! فيعيش معها بالحرام ولا يعترف بالحق مع أنه يستطيع أن يردها إليه (بشروطها).
وهكذا في كثير من المعاصي بعض الناس لا يقبلون الإعتراف والتراجع عن المعصية وحتى بعض الأحيان عن الكـفر والعياذ بالله لا يعترفون وقد لا يتراجعون وهذا خطر كبير،
فهذا الذي نصحوه ليرجع عن الكفر، يقول له شيطانه (أنت إذا إعترفت بأنك خرجت من الإسلام يعني ذلك أن حسناتك إنهدمت وأعمالك كل هذه السنين ذهبت ويمكن زوجتك طالق منك وممكن عليك قضاء صلاة أو صيام أو إعادة حج ) الشيطان يعظمها له في نفسه حتى لا يقبل الحق حتى لا يتـشهد، فيسـتـثـقـل هذه الأمور ولا يتـشهد ، وقد يبقى على الكفر ويموت على ذلك والعياذ بالله.
من أراد أن يتوب إلى الله لا يلتـفت إلى الدنيا ولا إلى كلام بعض الناس ولا يلتـفت إلى الماضي، بل ينبغي أن يقول الحمد لله الذي عافاني مما كنت فيه، الحمد لله الذي وفق لي من يعلمني وينصحني. هكذا هو ديننا.
وقد قال الامام مجاهد وهو من التابعين : لا ينال العلم مستح أو مستكبر.
الأهم هو الثبات على دين الإسلام والموت على الإيمان.
ملاحظة : من تاب عن معصية الأفضل له أن
يتستر على نفسه ولا يعود فيحدث أصحابه عنها. قال رسول الله : من إبتلي بشيء من هذه
القذورات فليستتر بستر الله، أوكما قال.
الفرح بالمعصية معصية والفرح بالكفر كفر.