لمن يريد ان يغير اسم عضويته بالمنتدى ((الأحوال المدنية )) ^^

إنّه قبل أيام معدودة وَدَّعَنَا شهرٌ كريمٌ مباركٌ، شهرُ رمضان، وخَرَجْنا من دورة تدريبية، تدربنا فيها على الطاعة والإكثار منها، وتَمَرنا على كراهية المعاصي والبعد عنها، ثم صلينا صلاة عيد الفطر المبارك، وفاز من فاز بالجوائز الأربعة.....
• الأولى: المغفرة، والثانية: الرحمة، والثالثة: العتق من النار، والرابعة: التقوى، ومعناها: جعل وقاية بين الإنسان والنار بامتثال الأوامر واجتناب النواهي، قال الله تعالى: "إنّما يتقبل الله من المتقين" المائدة27، وقال تعالى: "إنّ الله يحب المتقين" التوبة4 ، وقال تعالى: "إنّ الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون" النحل127 وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أكثر مايدخل الناس الجنة فقال: "تقوى الله وحسن الخلق" رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن" رواه الترمذي وقال حديث حسن.
• أيها المسلمون يجب على المسلم أن يَثْبُت على الطاعة، ويحافظ على حسناته كما قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم" محمد 33، وقال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلاّ وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا." آل عمران 102 . 103
• وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا أثبته "رواه مسلم" ومعناه: جعله ثابتا غير متروك. هناك ناس لا يعرفون كيف يجمعون المال، ولا كيف ينفقونه، وهناك من يعرف كيف يجمع، ولكن لا يعرف كيف ينفق بل يضيّعه ويبذره، وكذلك الحسنات هناك من وفق لفعلها وجمعها، ولكنه لا يعرف كيف يحافظ عليها، فيضيّعها بتركها وعدم الاستمرار فيها خاصة الفرائض، أو بفعل ما ينقضها، فهذه عائشة تخبرها امرأة عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنّه باع بيعا فيه ربا فتقول: أخبريه أنّه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يتوب، رواه الدارقطني والبيهقي، وإسناده جيد، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتدرون من المفلس؟ إنّ المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإنْ فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أُخذ من خطاياهم، فطرحت عليه ثم طُرح في النار" رواه مسلم وأحمد والترمذي، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه"، رواه الشيخان واحمد والترمذي وغيرهما، ومن أخطر أنواع الاعتداء على الناس: إيذاء الجار. فعن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله إنّ فلانة يُذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال "هي في النار" قال: يا رسول الله، فإنّ فلانة يُذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها، وأنها تَصَدَّقُ بالأثوار "قطعة عظيمة من الأقط"، ولا تؤذي جيرانها بلسانها، قال: "هي في الجنة" رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد.
• أيها المسلمون: يا من اكتسبتم الحسنات في رمضان، ويا من أكثرتم من الطاعات في شهر الخيرات، استمروا بعد رمضان على فعل الحسنات، وحافظوا على الطاعات، واحذروا الرجوع إلى المعاصي والسيئات، ولا تهدموا ما بنيتم من الصالحات، بل واصلوا تلك الخطوات المباركات، ونمّوها واجعلوها لكم عادات نافعات، واثبتوا على ذلك إلى الممات، كما قال تعالى: "ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إنّ الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون" البقرة 132،وقال تعالى: "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين" الحجر 99 أي: إلى أن تموت.
• إنّ مما يساعد على الثبات على الطاعة أمور:
• 1 . التوكل على الله تعالى، والتضرع إليه بالثبات على الدين وطاعة الله "ربّنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب" آل عمران 48،"ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين" آل عمران 53، "ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين" البقرة 50، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" رواه الترمذي وقال حديث حسن "اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك" رواه مسلم.
• 2 . المحافظة على الفرائض، والإكثار من النوافل المستطاعة من صلاة، وصيام، وصدقة، وحج، وعمرة، بشرط الدوام عليها، إذا لم تؤد إلى الملل، وبشرط أن لا تؤدي النوافل إلى ترك ما هو أهم منها.
• 3 . العيش في بيئة صالحة، ومع زوجة مؤمنة، ورفقة تقية، فهي النافعة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين، يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون. الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين. ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون" الزخرف67 -70 .
• وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" رواه أبو داود والترمذي "حسن"، وقال صلى الله عليه وسلم:"لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلاّ تقي" رواه أحمد، أبو داود والترمذي، وغيرهم. (حسن) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليتخذ أحدكم قلبا شاكرا، ولسانا ذاكرا، وزوجة مؤمنة تعينه على أمر الآخرة" ابن حبان في صحيحه (صحيح).
• 4 . البعد عن المعاصي وأماكنها، وبغضها واليقين بأنها مضرة.
• 5 . تعلم العلم النافع قال تعالى: "وقل ربي زدني علما" طه114، وتنميته والنشاط في ذلك وتفريغ الوقت له، وعدم الاكتفاء بالمعلومات السابقة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة" رواه الحاكم (صحيح) ومعنى: الفضل: الزيادة.
• أما أنتم أيها الطائعون الثابتون، فعالجوا ظاهرة التقهقر عن الطاعة بعد شهر رمضان: بالتناصح والقيام بواجب الدعوة إلى الله بشفقة ورحمة وحكمة، فزوروا المتقهقرين، وخذوا بأيديهم إلى الطاعة، وحببوها إليهم، قال تعالى: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" التوبة71، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة" رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم "من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله" رواه مسلم،
• وقال صلى الله عليه وسلم "لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم". رواه البخاري.

ماذا وراء رمضان