fareslove المدير العام
اللقب : أبو برهان المشاركات : 22454 العمر : 39 الإقامة : منتدى الأصدقاء نقاط التقييم : 458 نقاط التميز : 2620
| موضوع: رد: عظيم من بلدي الجمعة 8 يوليو - 2:04 | |
| 1880-1935 المقدمة: عندما يكون الوطن مسلوباً .. وعندما يكون الوطن محتلاً يكون هناك شمس عظيمة تشرق من خلف الجبال العظيمة شمس تكون أمل المسلم العابد وبداية تحرره , شمس تكون النار الحارقة على المحتل الغاصب , شمس تكون في بالمرصاد لكل يهودي وكافر. نعم انه الشيخ الكبير شيخ المجاهدين انه اول من حمل بندقية في وجهة المحتل الغاصب انه الشيخ الشهيد عز الدين القسام اول مجاهد وداعية كان لا يقبل الذل والهوان , كان مجاهدا فذا , كان كالأسد الغضنفر كان يقول لأصحابه " موتوا شهداء" فصدقه الله تعالى فرفع الى السماء شهيدا على أكتاف آلاف المسلمين القساميين . الاسم ,المولد ,والأسرة ,والطفولة : الشيخ عز الدين عبد القادر مصطفى يوسف محمد القسام .وقد شهر باسم (عز الدين) ولكن اسمه مركب فهو( محمد عز الدين). وهو أحد علماء الإسلام القلائل الذين اشتهروا في القرن العشرين بأنهم انفردوا بالجمع بين إمامة المصلين وقيادة المناضلين وقد ولد محمد عز الدين القسام في بلدة جبلة عام 1300هـ الموافق 1883 م وكان الجد مصطفى وشقيقه قد قدما إلى جبلة من العراق , وهما من المقدمين في الطريقة (القادرية) المنسوبة إلى (عبد القادر الكيلاني أو الجيلاني) ....ولهذا كان انصار الطريقة القادرية في العراق يقدمون الى جبلة لزيارة أضرحة عبد القادر ووالده مصطفى في جبلة , فكان عز الدين يردع هؤلاء , ويحسم على الامتناع عن الحج الى جبلة لهذا الغرض. وقد كان والد الشيخ عز الدين من المشتغلين في التصوف وعلوم الشريعة , من ذلك نشأ عز الدين في بيت علم وتقى , وقد كان والده يعمل مدرسا في كتاب مدينة جبلة الذي كان ياتي اليه أبناء المدينة لتعلم القراءة وحفظ القران الكريم ثم عمل فيالمحكمة الشرعية . تزوج عبد القادرالقسام بامرأتين : أولهمامن قلعة المرقب , وهي أمنة جلول , فأنجب منها احمد , مصطفى , وكاملا وشريفا . وثانيتهما : من جبلة , وهي أم عز الدين حليمة قصاب او القصاب ... وأشقاء عزالدين منها : أمين , وفخري – أوفخرالدين , وفاطمة . واسرة عز الدين القسام من مئات الاسر التي كانت تعيش على الكفاف والصبر على ما قسم الله تعالى .... ولكن رصيدها من الذكر حسن كبير , فهي اسرة متدينة . وقد كان عز الدين يذهب الى الكتاب مع والده وتعلم مع أبناء جبلة القراءة والكتابة و القران الكريم , فهم شيء من العلوم الشرعية , كما اخذ عن بعض منمشايخ بلدته شيئا من العلوم العربية والشرعية والحساب , وكان متفوقا على أقرانه في الحفظ والفهم والوعي , وانس منه ابوه ذلك فاستخار الله تعالى , ثم قرر ان يعلمه في الجامع الأزهر في مصر.
في جوار الجامع الأزهر:
* لماذا قصد الجامع الأزهر ؟ لأن جامع الأزهر أشهر مؤسسة تعليمة في ذلك الزمان , ربما كان المنهل العلمي الوحيد في القرنين الأخيرين في العهد العثماني. * الطريق إلى القاهرة : كان طلبة العلم يرتحلون في طلب العلم , بعد ان تنفد المناهل العلمية في قريتهم ومحيطهم . وفي مطلع القرن الرابع عشر الهجري, لم يكن في (جبلة) إلا (الكتاب) الذي يعلم أصول الكتابة والقراءة, وتلاوة القران وحفظه, ولم تكن قرى الساحل أوفر حظا في التعليم ... فلم يبقى أمامه إلا الأزهر في القاهرة . ما الطريق التي سلكها للوصول الى القاهرة ؟ وهل رافقه احد في رحلته ؟ تتفق الروايات انه رحل في طلب العلم ,عندما بلغ الرابعة عشر من عمره سنة 1314 هـ 1896 م . أما طريقه الى جامع الأزهر: فجاءت بثلاث روايات : تقول الأولى : انه ركب قارب صيد من جزيرة أرواد الى الإسكندرية , وانتقل من الإسكندرية الى القاهرة براً . وتقول الثانية : انه غادر متوجه الى القاهرة وكان يرافقه آخوه فخر الدين , وعز الدين التنوخي , ورضا مسيلماني , مصطفى مسيلماني , وذيب البيرص, وناجي أديب ابن خالة عز الدين , و منح غلاونجي. وتقول الثالثة : انه ذهب مع ابيه عام 1896 م الى جزيرة ارواد القريبة , ليسافر على احد قوراب الصيد الى الإسكندرية ... فسافر عز الدين , وابن خالته ناجي اديب , وبرفقتهم اخوه فخر الدين , وعز الدين التنوخي وبعض طلاب العلم. وتجتمع هذه الرواية مع الرواية الأولى انه سافر عن طريق جزية ارواد بقارب صيد وتجتمع الثانية مع الثالثة في اثبات رفاق في الرحلة من ارواد الى مصر . الجهات المؤثرة في بناء شخصية القسام الثقافية :
* العلوم الاسلامية والعربية : التي درسها اثناء وجوده في جامعة الأزهر هي العنصر الاول في تكوين شخصية القسام ... * صدى الأحداث القريبة : حيث وصل عز الدين القسام الى القاهرة سنة 1896م , وقد مضى على استيلاء الانجليز على مصر , أربعة عشر عاما وما زالت أفكار الثورة العرابية , بزعامة احمد عرابي, السائدة في المجتمع فقد خسر احمد عرابي المعركة العسكرية سنة 1882 م ولكن ربح وفاز لأنه بعث الروح الجهادية في نفوس فئة من الناس . ولعل عز الدين القسام سمع قصة احمد عرابي قبل قدومه الى مصر, حيث كان للحركة العرابية صدى في بلاد الشام , وتاثر الناس بها , وتعاطفوا مع شخصيتها… وفي قصة حياة عرابي ما يستحق ان نعده مثال اتخذه القسام أنموذجا لتجدد البطولة العربية الاسلامية في العصر الحديث ... فأحمد عرابي حفظ القران في قريته, ثم التحق بالأزهر أربع سنوات, وفي سنة 1854 م خدم بالجيش جنديا فضابطا ... وثار للقضاء على النفوذ الأجنبي( وكان لهذا الموقف الاثر الكبير في شخصية عز الدين الجهادية ) العودة الى جبلة :
عاد عز الدين القسام الى اهله , بعد ان امضى حوالي ثماني سنوات في جوار الأزهر , نال في نهايتها الإجازة العلمية الدالة على تضلعه في العلوم الاسلامية , وعرفنا من نهجه الحياتي المستقبلي ؛ أن الرجل لم يكن جماعة حافظة فقط , وإنما كان فقيها في كل ما جمع من العلوم والمعارف , فالغاية من الرحلة في طلب العلم , هو الفهم , والعلم والتمكن من دلالات الألفاظ , ليتمكن الداعية من التوجيه, فقال صلى الله عليه وسلم : ( من يرد الله فيه خيرا يفقهه في الدين)
أول أعماله بعد عودته الى جبلة :
أول تطبيق عملي التزم به عز الدين القسام , هدم طبقة الأفندية المستعلية على الناس , بما حازته من الأرض بغير وجه شرعي , فقد كان المجتمع الريفي الى : الطبقة الأفندية , وطبقة الفلاحين . أما طبقة الافندية فقد امتلكت ثلاث ارباع الأرض , بسبب الظلم التي أوقعه بعض الحكام العثمانيين على الفلاحين. أما طبقة الفلاحين فإنهم يعملون في الارض التي ورثوها عن اجدادهم بما يسد جوعهم , وتذهب اكثر خيراتها الى الافندية , ينفقونها على شهواتهم , وقد اشعروا الفلاحين بأن حياتهم مرهونة بتقديم فروض الولاء والطاعة للافندي ... ولذلك حرص عبد القادر القسام ان يصحب ابنه عز الدين الى قصر الافندي ديب التي تعمل اسرة القسام في ارضه , للسلام عليه واعلامه بالعودة . ولكن عز الدين رأى في هذا الاسلوب عكسا للسنَّة : فالمقيم هو الذي يغشى العائد من سفره , ويسلم عليه . وهذه هي سنة المسلمين وعرْف الناس , ولذلك رفض الابن نصيحة ابيه , لانه كان يريد ان يجنب نفسه واباه المذلة , وان يصلح العرف الخاطئ الذي سنه الظالمون . فالناس سواسية , يتفاضلون بالعمل الصالح , وبما يحمل كل واحد في صدره من نيات الخير للامة . في 10/10 /1918 م احتل الاسطول الفرنسي اللاذقية والساحل السوري , فكان عز الدين القسام اول من رفع راية مقاومة فرنسة في تلك المنطقة , واول من حمل السلاح في وجهها . وكان من نتاج دعايته ان اندلعت نيران الثورة في منطقة صهيون فكان في طليعة المجاهدين , فكيف بدأ ؟ ومن اين بدأ ؟ ومتى بدأ ؟ وما الوسائل المتاحة للجهاد. وقد كانت البلاد العربية بلا امام بعد هزيمة الدولة العثمانية , بل تنازل السلطان العثماني في مؤتمر الصلح عن جميع البلاد التي كانت تحت سيطرة الدولة العثمانية ولم يبقى لهم الا ما يسمى اليوم تركيا ... فهل يعطل فرض الجهاد لغياب الامام , او الخليفة , او الملك , او الامير؟؟ ان عز الدين القسام لم ينتظر عودة الامام ليؤدي واجبه نحو الامة , فقاد من اطاع من بني قومه , ومن اهل بلدته , الى جهاد الاعداء فقد نقل عنه ابن أخيه عبد المالك القسام انه كان يقول :" ليس المهم ان ننتصر .... المهم _ قبل كل شيء _ ان نعطي في انفسنا الدرس للأمة والاجيال القادمة " . فهو يريد ان يحيي المثل الاعلى في الجهاد , لئلا يظن الناس ان المثل الاعلى قد انتهى بنهاية عصر الصحابة والتابعيين وانه مطلب عسير لا يقدر على فعله اهل القرون التالية مراحل الاعداد لجهاد الفرنسيين: المرحلة الأولى :التعبئة المعنوية : وقد اعاد القسام للمسجد رسالته القديمة , التي وضع للناس من اجلها . فالمسجد لعبادة الله الواحد الاحد , وهو مدرسة يتعلم الناس امور دينهم , قبل القول والعمل وهو مركز الدعوة والجهاد . ومن المسجد يعرف الناس اخبار الثغور الاسلامية التي يتهددها الاعداء ... فاستثمر المنبر في التحريض والتعبئة وتحفيز المؤمنين فاستحق لقب (داعية الجهاد). المرحلة الثانية : بيع بيته وشراء السلاح , ليكون قدوة للناس في الجهاد بالمال والنفس , ولان امام الناس يكون امامهم في كل ما يدعو اليه . المرحلة الثالثة : تدريب المتطوعين على استعمال السلاح , وفنون القتال... والقسام ذو خبرة في استعمال السلاح, لانه التحق في الجيش العثماني , عندما دعى السلطان العثماني الجهاد لمحاربة الانجليز , وللقسام خبرة اسبق في ذلك لاعداد المجاهدين عندما استجاب لنداء الحكومة العثمانية في التطوع لحرب الطليان في طرابلس في سنة 1911 م. المرحلة الرابعة : عندما اكتشفته العيون الفرنسية المبثوثة في كل مكان فاخذوا يضيقون عليه , ويتربصون به , فلما أوجس منهم الريبة , واستشعر الكيد والغدر , رأى ان منازلتهم في سهول جبلة المكشوفة تتيح لجيشهم قمع ثورته , فتطلع لموقع اكثر حصانة وأبقى على الكفاح المسلح , فاختار جبال صهيون للجهاد فيمم شطرها مع رجاله ... واتخذ قاعدة عسكرية في قمة منيعة تقع قرب قرية (الزنقوفة) وطفقوا يغيرون على المراكز العسكرية الفرنسية في الجبال وفي مشارف المدن الساحلية . في حيفا: طريق الهجرة و زمن الوصول : من المرجح أن القسام ورفاقه, غادروا جبال صهيون , وأتجهوا نحو جسر الشغور, ثم انتقلوا الى بيروت في بيروت اقاموا في الجامع العمري بمساعدة الحاج خليل سكر , من الجامع العمري الى دمشق , رتب الشيخ عز الدين القسام زيارة سرية خاطفة ,التقى فيها بزميل دراسته في الأزهر عز الدين التنوخي الذي زوده بجواز سفر وانتقلت الجماعة الى صيدا , على الشاطىء اللبناني بواسطة عربة يقودها حصان , ومن صيدا أقلهم قارب إلى عكا , فأقام أياما أو شهورا, كانت أستراحة المسافر, للتشاور في اي الاماكن أنسب للإقامة الدائمة,فوازن بين عكا وحيفا ...فمال الى المجتمع الحيفاوي. ويبدو ان القسام عندما قررالهجرة الى فلسطين لم يكن قاصدا حيفا بعينها , وإنما قصد فلسطين كلها , فكانت عكا اول ميناء يرسو فيه قاربه , لانه أقرب الموانئ الفلسطينية الى صيدا ... رفاق القسام في رحلة : رافق القسام في رحلته من جبال صهيون إلى فلسطين ستة من أصحابه وهم: الشيخ أحمد إدريس, ومحمد عارف محمد الحنفي , والحاج علي عبيد , وخالد الصالح , وظافر القسام , وعبد المالك القسام أما زوجة القسام فقد لحقت به بعد مدة من الزمن , وكان بعضهم عرض عليه استرحام السلطات الفرنسية السماح لزوجته بموافاته , ولكن رفض العرض قائلا: "إنا نعتمد على الله , ولا نطلب شيئا من المتعاونين مع الاعداء" وأكد أنه يرفض كل منح المحتل , فقام بالمهمة بعض أصدقائه , ونقلها سائق من بيروت نزل القسام في بيت قريبه الحاج أمين نور الله الذي كان عضوا في الجمعية الاسلامية في حيفا ...وسكن القسام مع عائلته في الحي القديم في حيفا , وكان يسكن هذا الحي الفقراء من النازحين الفلسطينيين الذين نزحوا عن قراهم بعد ان استولى عليها الصهاينة نتيجة شراء هذه الأراضي من ملاكين لبنانيين وظائف القسام في حيفا وأساليب العمل , والأهداف: 1- عز الدين القسام معلما : بعد أشهر من قدوم عز الدين الى حيفا عمل مدرسا , أوائل عام 1921 م او سنة 1922 م في مدرسة الإناث الإسلامية أولا , وفي مدرسة البرج الاسلامية ثانيا , وهاتان المدرستان تشرف عليهما الجمعية الإسلامية في حيفا , وكان متوسط أجره يتراوح بين أربع جنيهات وخمسة جنيهات ويروي تلاميذ القسام في هذه المدرسة , انه كان يجمع بين المنهج الدراسي والتوجيه التربوي المناسب لحال المسلمين, فاستخدم المسرح المدرسي لغرس الجهاد في نفوس الناشئة , واختار موضوعات إبطالها من قواد الجهاد في التاريخ الاسلامي, كما اختار المعارك الفاصلة في تاريخ الجهاد ... فمثل الطلاب سيرة صلاح الدين الايوبي ومعركة حطين وعين جالوت فالبلاد واقعة في قبضة الأعداء , وحالها يؤذن بزوال ملك المسلمين عنها ويجب توجيه الطاقات نحو (الجهاد) ... فعندما قال احد التلاميذ انه يريد ان يصبح قائدا مسلما يعمل في سبيل الله ) شجعه تشجيعا لفت أنظار الطلاب اليه , وبات التلاميذ يعتقدون ان الشيخ من دعاة الجهاد فإن الجهاد هو السبيل الوحيد لطرد الانجليز من فلسطين قال الراوي : ( وكان القسام قليل الكلام , هادئا , لا يستخدم العنف في التدريس , خلافا لما يتبعه المعلمون في زمنه , وكان يحمل عصا , ولكنه لا يضرب بها) 2- الإمامة والخطابة , والتوجيه والإرشاد : وكانت بداية اتصال القسام بأهل حيفا , ومعرفة اهل حيفا بالقسام في جامع الجرينة ... قدم عز الدين القسام ليؤم المصلين , فبكى في قراءته , وأبكى الناس , واخذ الخشوع منهم كل مأخذ , فأدوا فريضة تذوقوا طعم الوقوف بين يدي الله ... وقبل ان ينقلب الناس الى بيوتهم , اقبلوا على الامام القسام يصافحونه , ويدعونه الى بيوتهم , ولكن قيِّم المسجد ( عبد الله مسمار) فاز بتضيف القسام وإخوانه تولى الشيخ عز الدين القسام الخطابة في جامع الاستقلال , في السنة التي تم فيها بنائه 1925 م وكانت شهرة الشيخ العلمية قد سبقت بناء المسجد فلما تم بناءه , وجدوا الشيخ القسام خير ما يقوم الخطابة في هذا المسجد , وخصوصا أنهم اختاروا له اسم جامع الاستقلال والاستقلال نتيجة لا تدرك الا بالجهاد , والجهاد تسبقه التعبئة المعنوية .... والتعبئة المعنوية تنطلق من المسجد حاملة معاني القدوة الخالدة في التاريخ الاسلامي وكانت رسالة الجهاد التي هاجر القسام من اجلها , تشغل تفكيره , ويبحث عن الوسائل التي تحقق له هذا الهدف. فساق الله اليه جامع الاستقلال ليكون منبره لإيصال هذه الرسالة الى الجمهور : فامتلك الشيخ أداة فعالة استخدمها استخداما ناجحا لتحقيق خطته لإيجاد حركة جهادية واستطاع بما أوتي من المواهب ان يجعل جامع الاستقلال جامع المدينة الاول
المراحل التي مرًّ بها تكوين العصبة الجهادية :
المرحلة الأولى : كانت العصابة الجهادية في المرحلة الأولى فكرة تلح على القسام منذ هاجر الى حيفا سنة 1920 م ولم تكن هذه الفكرة وليدة حيفا دار الهجرة , وانما كانت موجودة منذ بدأ القسام حياته العملية منذ عودته من الأزهر ... وأريد هنا فكرة الجهاد لتخليص الوطن الاسلامي من براثم الاعداء, وإظهار عزة الاسلام في بلاد الاسلام . فقد رجع القسام الى تاريخ الاسلام , فرأى قوة المسلمين كامنة في الجهاد والرباط في سبيل الله ... وعندما أصبحت الجيوش الاسلامية محبوسة للدفاع عن سلطان ملك او أمير, بدأت عزة المسلمين تأخذ في الأفول.... ولذلك كانت فكرة القسام هي احياء فرض الجهاد , الذي عطله الأمراء, وجعلوه مرهونا بإرادتهم , ان شاءوا دعوا اليه, وان شاءوا سكتوا عنه ...وقد نقل عن القسام قوله المشهور ( ليس المهم ان تصل , وانما نريد احياء الجهاد , وتربية جيل يرى الشهادة في سبيل الله اشرف غاية) المرحلة الثانية : مرحلة إعداد النفسي للشعب , ونشر روح الجهاد وبناء القاعدة التي يستطيع ان يرفع تنظيمه عليها , وينتقي منها عناصره المنظمة . وقد ساعده على ذلك ما يملكه من علم وفهم في طبائع الرجال , وقدرة خطابية مؤثرة , يستطيع بها ان يحرك مكنونات نفوس السامعين ويحي الايمان والشجاعة لدى الافراد القادرين على الجهاد, ورافق ذلك دماثة خلق , وقدرة على كسب محبة الناس .وقد بدأت هذه المرحلة منذ تولي شؤون مسجد الاستقلال في حيفا , ورفدها أثناء عمله في جمعيات الشبان المسلمين. المرحلة الثالثة : وهي مرحلة اختيار عناصر التنظيم , وهي مرحلة مختلطة بالمرحلة السابقة مرحلة اعداد النفسي .... وفي هذه المرحلة اعتمد القسام على العمل السري لبناء تنظيمه بعيدا عن مراقبة ومتابعة السلطات البريطانية والعصابات اليهودية ولاعتماده على المعلومات السرية التامة والحذر الشديد في اختيار الأعضاء سار التنظيم بطيئا وكان من أهداف البطء في بناء التنظيم , وضع الأعضاء المختارين في مرحلة اختبار وزيادة شحن للنفوس لمعاني الجهاد, وزيادة تشوقهم للشهادة في سبيل الله , وان يتجهوا الى تقويم أنفسهم عن طريق العبادة ومجاهدة النفس وبعد جهود ثلاث سنوات استطاع القسام تكون 12 حلقة جهادية تعمل كلمنها منفصلة تماما عن الأخرى حفاظا على السرية وتتكون كل واحدة من خمسة إفراد معظمهم من عمال البناء والسكك الحديدة وتفريغ السفن وعمال يدويين وباعة صغار ونظم إتباعه بتقسيمهم الى خمسة لجان هي : 1-لجنة الدعوة او الدعاية و الاعلام .2- لجنة التدريب العسكرية .3- لجنة التموين .4- لجنة الاستخبارات .5- لجنة العلاقات الخارجية . وذكر الشقيري ان اتباع القسام قد بلغوا خمسين شخصا , اما احسان نمر فقد قدرهم بنحو 400 عضوا , الا ان صبحي ياسين – وهو احد القساميين – فنراه ينقل عن اثنين من ابرز شخصياتهم هما الشيخ حسن الباير ومحمود سالم المخزومي , ان عدد المجاهدين الذين عدهم القسام للجهاد بلغ سنة 1935 م مائتي مجاهدا اكثرهم يشرف على حلقات توجيهية ويقدر صبحي ياسين نفسه في كتابة ( نظرية العمل لاسترداد فلسطين ) عدد القياديين الذين انتظموا في حلقات بنحو 200 يضاف اليهم 800 كانوا مهيئين نفسيا وعسكريا للاشتراك في المعركة. وقد وضع خطة عمل تقوم على خط سياسي واضح يتضمن المبادئ التالية : 1-بريطانيا هي العدو الاول للعرب والمسلمين ,وهي أصل البلاء الذي حل ببلادهم,وبذلك فإن مهمة المجاهدين الأولى هي محاربة الاستعمار البريطاني في فلسطين .2-الحركة الصهيونية هي وليدة الاستعمار البريطاني وأداته وبريطانيا هي رأس الصهيونية هي الذنب فإذا قطع الرأس ملت الذنب .3-الثورة الشعبية المنظمة هي الوسيلة لمنع إقامة دولة يهودية في فلسطين .4-تعبئة الشعب روحياً وعسكرياً بواسطة خطباء المساجد والأدباء والشعراء .5-تدريب اعداد كبيرة من الشعب على استعمال السلاح قبل بدء الثورة .6-شراء الأسلحة , ورعاية أبناء الشهداء ودفع الإعانات للمتضررين من اشتراكات الأعضاء وتبرعاتهم . وقد حدد الهدف من الثورة بأنه تحرير فلسطين من الاستعمار البريطاني والصهيوني وإقامة دولة فلسطينية مستقلة . تنفيذ العمليات الفدائية 1931 – 1932 : باستكمال التهيئة للجهاد وإعداد المقاتلين , ابتدأت عصبة القسام تنفيذ عمليات فدائيه موجهة ضد المستوطنات اليهودية عن طريق اعداد كمائن والهجوم على أفراد محددين ومستوطنات معينه , بهدف دفع اليهود في إخراج لوقف هجرتهم الى فلسطين ووقف التبرع للحركة اليهودية . وفيما يلي عرض لأهم العمليات: 1-كانت أولى العمليات موجهة ضد مستعمرة الياجور , ففي ليلة الخامس من نيسان عام 1931م كمنت فرقة قسامية على الطريق الرئيسي المؤدي للمستوطنة , وبينما كانت قافلة سيارات يهودية تسير باتجاه المستوطنة , تنقل عدد من الشباب والفتيات اليهود العائدون من احدى الحفلات , اطلق المجاهدون النار عليهم فقتلوا ثلاثة منهم وعادوا من حيث أتوا , دون ان يتركوا اي اثر يدل عليهم وأعلنت الحكومة عن مكافأة قدرها أربعمائة جنيه لمن يدلي بمعلومات تقود للقبض على الفاعلين , ولكن جهودهم ذهبت ادراج الرياح. 2.نفذ القساميين عمليتهم الثانية , فأطلقوا بتاريخ 7/4/1931م النار على موشي فليبتس في مستعمرة نهلال وأصابوه برجليه. 3.في السادس عشر من شهر كانون عام 1932م , قام القساميون بقتل يوسف بورنشتيان في مستعمرة "يلفوريا". 4.في الخامس من اذار في العام نفسه قتلو "شموثيل جوترمان" في "كفار هاسيديم". 5.في 30/4/132م كانت هناك محاولة قتل في مستوطنة "كفار يحزكئيل" , وأصيب اثنان من اليهود بجروح. 6.توج المجاهدين عملياتهم الفدائية , بعملية جريئة نفذت في مستوطنة نهلال للمرة الثانية , وقد اثارت هذه العملية البريطانيين واليهود وافقدتهم صوابهم , ففي ليله 22/12/1932م قتل يوسف يعقوب وابنه داود من جراء انفجار قنبلة انفجرت في الغرفة التي كانا فيها. وهنا سؤال يتعلق بأعمال القساميين العسكرية مفاده: "لماذا اختار المجاهدون منطقة الشمال لتنفيذ خططهم ؟؟" ولماذا نجحوا في إدخال الرعب الى نفوس اليهود والتأثير عليهم ؟؟ يجيب اهرون كوهين من الوكالة اليهودية على جزء من السؤال, فيعزي أسباب النجاح في الشمال لما يلي:1.وجود قوى ثورية شابة في الشمال. 2.الشروط الجغرافية التي تمكن من تنفيذ العمليات , وفي حالات الضرورة اللجوء الى سوريا عن طريق الحدود الواسعة.3.العزلة الجغرافية لتجمعات اليهود والبعد القائم بين الواحد والآخر. 4.قلة قوات الشرطة في الشمال والنقص في وسائل الاتصال السريع " هاتف , شوارع" مع حيفا.5.عدم وجود عائلات كبيرة متخاصمة , والتي تتحارب فيما بينها على السيادة ولو وجدت هذه العائلات في الشمال لتحاربت فيما بينها لنيل السيادة على الجماعات المقاتلة. وفي عام 1935م , رأى القسام ان الظروف اصبحت تسمح ببدء الثورة بسبب اتساع التنظيم والحصول على كمية من السلاح قدرت بألف قطعة , علاوة على تأييد الجماهير لفكرة الكفاح المسلح. وأعلن القسام الجهاد علناً عام 1935م بدلاً من القيام بالعمليات الفدائية سراً , وكان قصده جعل كل شبان فلسطين فدائيين مجاهدين ضد الانجليز , وانطلق بعمله هذا من جامع الاستقلال في حيفا الى قرية يعبد قرب جنين وكان معه حينئذ خمسون مجاهداً . وكان المجاهدون في أثناء تنقلهم يهجمون على المستعمرات اليهودية فقتلوا مثلاً قرب فقوعه مستوطناًً اسمه روزنفيلد , ومنذ تلك اللحظة علم الانجليز بوجود قوة مسلحة يقودها الشيخ القسام . وتابع الشيخ القسام السير من قرية الى أخرى حاثاً الناس على الجهاد , فقد سارمن كفر دان الى برقين ثم قرية البارد وقرية كفر قود , وهناك اشتبك الثوار مع البوليس والانجليز واستشهد في المعركة محمد أبوالقاسم خلف من حلحول قضاء الخليل وقتل عدد كبير من الانجليز , وقد شيع جثمان الشهيد في مدينة جنين . ثم تابع المجاهدون زحفهم ولكنهم وزعوا مهامهم الى قسمين قسم ذهب الى الشمال للقاء الشيخ فرحان السعدي في نورس وكانت الخطة ان تلتقي المجموعتان في الوادي الاحمر بين نابلس والغور , وقد وصلت اخباريات سرية عن طريق الجواسيس الى الشرطة الانجليزية ان القسام وجماعته موجودون في أحراش يعبد [size=25]معركة يعبد : وصلت الجماعة خربة الشيخ زيد في التاسع عشر من تشرين الثاني , ومكثت في منزل الشيخ سعيد الحسان حتى صبيحة الأربعاء 20/11/1935م , وفي هذا اليوم كانت قوات البوليس التي تجمعت من حيفا , نابلس , الناصرة , بيسان , وطول كرم قد وصلت الى المنطقة القريبة من يعبد , بعد أن ابتدات تحركها الساعة "2:30" صباحا , بناء على معلومات وصلت لدائرة بوليس نابلس تفيد ان افراد الجماعة موجودون في احراج يعبد وصلت الشرطة قرية الشيخ زيد" الطرم" عند الفجر , وقامت بتفتيش المنطقة بحثا عن المجاهدين , وبعد ذلك بقليل قامت جماعة القسام _ وكانت قد انتقلت بعد الفجر الى الاحراج _ باطلاق النار باتجاه فصيل من الشرطة ومع بداية اطلاق النار استطاعت الشرطة تحديد موقع اطلاق النار , فقامت بمحاصرة المكان وبدأت المعركة بينها وبين المجاهدين . قدرت بعض المصادر عدد افراد البوليس المهاجمين ب"150" فردا من الشرطة العرب والانجليز بالاضافة الى قوة الاحتياط التي بقيت في نابلس وجنين , وكان هناك عشرة من افراد شرطة " حرس السهل " بقوا في المكان القريب من المعركة لحراسة الشارع ... الذي كان من الممكن ان يستعمل لهروب المجاهدين المحاصرين , وفي الساعة السادسة صباحا تجول الكابتن "رايس"نائب مدير الشرطة , مع احد افراد المخابرات في الشمال فوق المنطقة داخل طائرة , واعطا الاشارات حول مكان المجاهدين... وحين عرف الشيخ عز الدين القسام ان افراد الشرطة يقتربون من موقعهم أعطى لإتباعه أمرين: أ.عدم الخيانة حتى لا يكون دم الخائن مباحا.ب.عدم اطلاق النار بأي شكل على افراد الشرطة العرب بل اطلاق النار باتجاه الانجليز وكان الضباط الانجليز قد وضعو ا البوليس العرب في ثلاثة مواقع أمامية , ولم يكن هؤلاء عارفين بحقيقة الجهة التي احضروا اليها وحقيقة الجماعة التي يطاردونها . اتخذت المعركة بين الطرفين شكل عراك متنقل , وساعدت كثافة الأشجار على تنقل أفراد الجماعة من موقع الى اخر واستمرت حتى الساعة العاشرة صباحا , وكان الشيخ عز الدين القسام من الفاعلين في القتال , فقد حارب ببندقية ومسدس بالتناوب , وفي الوقت الذي كانت شفتاه تتفوهان بالدعاء. ورغم المقاومة الباسلة التي أبداها القسام ورفاقه , فقد كانت نتيجة المعركة استشهاده واثنين من رفاقه المجاهدين وهم : الشيخ يوسف الزيباوي وعطية المصري , وكان قبلهم قد استشهد احمد سعيد الحسان. بعد انتهاء المعركة , تعمد قائد قوات البوليس مدير بوليس نابلس " فتسجيرالد" اهانة جثة الشهيد القسام , ويقال انه داس على رقبتة(5)ويقال ايضا ان احد الشرطة العرب ويدعى ميخائيل ابو الزلف , شتم القسام والشهداء الاخرين , وقال هذا جزاؤكم يا كلاب حصيلة المعركة ونتائجها: قتل من الانجليز الشرطي "ج.ر.س موت" وجرح شرطي اخر ويدعا " فرانك ريد ".اما بنسبة للمجاهدين فبالإضافة للشهداء , فقد اصيب الشيخ نمر السعدي بثلاث رصاصات , كما جرح اسعد المفلح , وبقي مختفيا الى انه اضطر للإستسلام للشرطة بسبب معاناته الشديدة من الالم . وتعود قلة خسائر الانجليز الى اصرار القسام وجماعته على عدم اطلاق النار باتجاه الشرطة العرب وتوجيه بنادقهم نحو الانجليز , فقط والذين اخذو مواقع خلفية وما السبب لاكتشاف موقع القسام ورفاقه هو الاشتباك الاول في الاحراش مع الفصيل الصغيرمن الشرطة , ظنا من المجاهدين انه يضم جميع عناصر البوليس المطاردة لهم. هل كانت معركة يعبد مرحلة النهاية للحركة ولجهود القسام؟؟؟ وقبل ان نجيب على السؤال بالنفي او الايجاب ,من المفيد دعما للايجابة وحتى تكون متوافقة مع الحدث وغير مناقضة لها , يجب ملاحظه الامور التاليه:1.اظهرت الجماعة روحا اسلامية عالية , وعرف الفلسطينيون ان هؤلاء المجاهدين قد ارادو جهادا في سبيل الله , ودفاعا عن عقيدة الاسلام , وحين صاح غربي من رجال البوليس طالبا من المجاهدين الاستسلام , اجابه الشيخ عز الدين القسام بصوتة الجهوري قائلا :" اننا لن نستسلم , إن هذا الجهاد في سبيل الله والوطن " والتفت الى زملائه وقال" موتوا شهداء.ومن ذلك فهم الشعب الرسالة التي بلغها القسامفالموت الشريف خير من الحياة الذليلة المستكينة.2.ان معركة يعبد اول مواجهة مسلحة بين العرب وبين الانجليز منذ بداية الاحتلال البريطاني لفلسطين , ... قالت صحيفة " الاوبزرفر" اللندنية في مقال لها أن جهاد العرب الحقيقي قي سبيل التحرير بدأ بقيام حركة القسام . 3.كان لاستشهاد القسام ردة فعل قوية في فلسطين , وتدل ردود فعل كافة فئات الشعب على تعاطف شعبي عارم مع فكرة الاستشهاد في سبيل الله والوطن , فيعبد كانت مدرسة للامة وكانت حافزا على البذل والتضحية. بهذه الملاحظات الثلاث يصبح من المنطق القول ان القسام _كفكرة وحركة_ لم تنتهي باستشهاده يعبد , بل لعل الحادث ادى الى ما كان يتمناه الرجل ويسعى اليه من تحقيق العمل الجهادي في فلسطين. جنازة القسام : عم مدينة حيفا إضرابا شاملا فأغلقت الحوانيت والمتاجر والمطاعم والمقاهي , وهرعت الجموع الى بيوت الشهداء فغصت بهم , وذهب قسم من الأهالي الى منزل الشهيدين يوسف عبد الله والسيد المصري وجاءوا بجثتيهما الى منزل الشهيد الشيخ القسام , وفي حوالي الساعة الحادية عشر نقلت الجثث في موكب رائع الى الجامع الكبير وبعد صلاة الظهر صلى آلاف المسلمين عليهم صلاة الجنازة . وبعد ذلك بذلت جهود هائلة حتى آمكن الخروج بالشهداء من المسجد الى الساحة الكبرى , ويصف زعيتر المشهد المؤثر فيقول:" وهنا يعجز القلم عن الوصف آلاف المشيعين_ والجثث على الأكتاف مرفوعة_ تصرخ :"الله اكبر الله اكبر" والنساء يزغردن من السطوح والشرفات والنوافذ ,والكشافة ينشدون أناشيد تثير النخوات , ثم ارتفع صوت والجثث مرفوعة , يصرخ : الانتقام ! الانتقام! فرددت الالوف بصوت واحد كالرعد القاصف : الانتقام ! الانتقام . استمرت الجنازة بسيرها بحماس شعبي هائل , وبهتافات ثورية تدوي بقوة , وحدث خلالها اشتباكات مع الانجليز كان من نتائجها إصابة ضابطي بوليس حيفا "المستر جيمس" و"المستر رنغ" , وكما هوجم قطار يقل ركابا يهود متجهين من حيفا نحو "كريات حاييم" استمرت الجموع في المسير حتى وصلت منزل القسام , وكان مقررا للجنازة ان تقف هناك , وأن ترسل النعوش في سيارات الى مقبرة يلد الشيخ التي تبعد حوالي "5 كم" عن المدينة , ولكن الجمهور الثائر الغائر حال دون ذالك , وأبى إلى أن يستأنف السير , والنعوش على الأكتاف مشيا على الأقدام خمسة كيلو متران حيث وريت الجثث التراب وهي في حالها الطبيعية وفي ملابسها المخصبة بالدماء الزكية . وتصور شاهد الجمهور شهداءه الأبطال يدفنون بثياب الجهاد المخصبة بالدماء , وقد استغرق السير بالجنازة من الجامع الكبير في ساحة الجرينة الى المقبرة ثلاث ساعات ونصف الساعة الخاتمة:وفي الختام أوجه تحيةً صادقةً ومخلصةً لكل فلسطيني صامد في وجه الاحتلال الغاشم ، ولكل مجاهد قدَّمَ روحَه ونفسه دفاعًا عن دينه وأرضه وكرامته، ولكل قائد لم يفرِّط في حقوق شعبه، ولكل مسئول بذل ما في وسعه لخدمة قضايا وطنه وأمته، وأدعوالله- عز وجل- أن يرحم شهداءنا وأن يتقبَّل جهاد مجـاهدينا، وصبر أهلنا وصمودهم في وجه الطغيان.إنـني علـى يقين لا يعتريه شك من أن القدس الشريف سوف تتحرَّر، وسوف تتخلَّص فلسطين من الاحتلال، وسوف تتحرر كل أراضي المسلمين، في الجولان ومزارعشبعا وفي العراق وأفغانستان وغيرها، طالما استمرت هذه الجهود المباركة الساعية إلى إيقاظ الأمة للمشاركة في مواجهة التحديات، وطالما خلُصت النيات والتزم الجميع بمنهج الإسلام الحنيف.﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلـَكِنَّ أَكْـثَرَ النـَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ يوسف:من الآية 21,﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا﴾ الإسراء:من الآية 51... لا تيـأس أيها المسـلم و لا تيأس أيها العربي تذكرقديما كان الوضع أسوء المهم الصبر و العزيمة والحماس و العمل و عدم اليأس. | |
|