لمن يريد ان يغير اسم عضويته بالمنتدى ((الأحوال المدنية )) ^^

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....

السوال:

لم نعبد الله ونعلم أنّ الله لیس بحاجة إلى عبادة أحد؟ إنّه غنی عن الجمیع، والجمیع محتاج إلیه، ولو احتاج لعبادتنا فإنّ ذل? لا ینسجم مع مقام الله.

الجواب:

یم?ن الاجابة عن هذا الالسوال بصورتین «إجمالیة» و«مفصلة».

الاجابة المجملة: إن ?ان الهدف من عبادتنا تلبیة حاجة لله وإیصال نفع إلیه، یرد الالسوال المذ?ور فی أنّ الله وجود مطلق ولا متناه ومنزّه من ?ل نقص وحاجة، فما حاجته لعبادتنا; ول?ن إن ?ان الهدف من عبادته ت?املنا، فسی?ون أمره بالعبادة لطف ورحمة وإرشاد إلى ال?مال والسعادة.

الاجابة المفصلة: ل?ل عبادة وعمل یهدف رضى الله سلسلة من الآثار الفردیة والاجتماعیة القیمة، وهی فی الواقع أعظم وسیلة تربویة وأخلاقیة، للأسباب التالیة:

أولا: إنّ العبادة تثیر لدى الإنسان الشعور بالش?ر والتقدیر، فش?ره للنعم التی زوده بها الله دلیل جدارته بما أفیض علیه من ألطاف.

ثانیاً: إنّ العبادة والخضوع لله أساس ت?امل الإنسان الروحی، فأی ت?امل أسمى من أن ترتبط روحنا بال?مال المطلق «الله» وتستلهم قدرته اللامتناهیة فی القیام بوظائف العبودیة فتؤهله لمناجاة الله. وتظهر هذه المزایا التی أشرنا إلیها باختصار فی العبادات ?افّة التی تتمّ بصورة صحیحة، مع العلم أنّ ل?ل عبادة ?الصلاة والصوم والحج و... آثارها ومیزاتها الخاصة بها، ونشیر هنا إلى بعض أسرار هذه العبادات على نحو الاختصار لتتضح لنا فائدة هذه العبادات والتی لا یحتاجها الله.

أسرار الصلاة:

1 ـ الصلاة توجب ذ?ر الله

إنّ ذ?ر الله أفضل وسیلة للسیطرة على الغرائز الجامحة والحیلولة دون روح الطغیان. فالمصلی یذ?ر الله دائماً; الله العلیم ب?ل صغیرة و?بیرة، والعلیم ب?ل ما یساور أذهاننا ویخطر على قلوبنا، وإنّ أقل ما یفعله هذا الذ?ر اعادة الاعتدال إلى اهوائنا وتطلعاتنا، ?ما أنّ الغفلة عن ذ?ر الله وتناسی ثوابه وعقابه توجب ظلمة العقل والتف?یر. فالإنسان الغافل لا یف?ر فی عاقبة أفعاله ولا یعرف من حدود لارضاء غرائزه الجامحة ورغباته، والصلاة هی التی تذ?ره خمس مرّات یومیاً بالله وتدفع عنه ظلمة الغفلة.

حقاً إنّ ذ?ر الله أفضل السبل للسیطرة على غرائز الإنسان المتجذرة فی أعماقه فیعیده إلى رشده وصوابه، ومن هنا یعرض القرآن لأحد أسرار ذ?ر الله فیقول: (أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِ?رِی)(1).

2 ـ الابتعاد عن المعصیة

إنّ المصلی مضطر لاجتناب أغلب المعاصی بغیة صحّة صلاته وقبولها، فمثلاً أحد شرائط الصلاة إباحة الوسائل المستعملة فی الصلاة من قبیل ماء الوضوء والغسل والثیاب والم?ان، وهذا یدفعه لمجانبة الحرام والجد فی ?سب الحلال، ذل? لأنّه من الصعف أن یتقید الإنسان بحلّیة ما له صلة بالصلاة ویهمل الأمور الأخرى، وهذا ما أشارت له الآیة الشریفة (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُن?َرِ)(2). سیما إن إلتفت المصلی إلى أنّ شرط قبول الصلاة التزام المصلی بأداء الز?اة والحقوق الشرعیة واجتناب الغیبة وال?بر والحسد وشرب الخمر، واستحضار النیّة والتوجه إلى الله.

ومن هنا شبّه رسول الله(صلى الله علیه وآله) الصلاة بعین الماء التی یغتسل منها الإنسان ?ل یوم خمس مرّات فهل یبقى علیه شیء من الدرن. وه?ذا من یصلی ?ل یوم خمس مرّات یطهر قلبه من الرجس والدرن.

3 ـ النظافة والصحة

یعمد المصلی إلى الوضوء عدّة مرّات ?ل یوم وأحیاناً الغسل، وعلیه سی?ون بالتالی فرداً نظیفاً بعیداً عن ?ل وساخة. وعلیه فالصلاة عامل مساعد للأمور الصحیة.

4 ـ الانضباط والدقّة

ل?ل صلاة وقت معین، وعلى المصلی أن یأتی بصلاته فی تل? الأوقات، ومن هنا فإنّ هذه الشعیرة الإسلامیة تساعد على الإنضباط والدقّة فی الوقت. خاصة أنّ المصلی ینبغی أن ینهض لصلاة الصبح قبل طلوع الشمس، فهو یستهل یومه بنشاط فضلا عن الهواء الطلق والنقی الذی یستنشقه. ولا تقتصر الآثار التربویة الفردیة للصلاة فی ما ذ?ر، ولیس ذل? إلاّ غیض من فیض أسرار هذه العبادة العظیمة.

الأسرار الاجتماعیة للصلاة:

إنّ الصلاة فی الأوقات المعیّنة نموذج لوحدة الأمّة الإسلامیة ولحمتها; ذل? لأنّ المسلمین ?افّة یستقبلون القبلة فی أوقات معینة وبآداب خاصة، وهذا بدوره ی?شف عن اتحاد الأمّة بفضل تل? الشعیرة. وعلل هذه الوحدة تتضح أ?ثر فی صلاة الجماعة وانتظام صفوفها، ولسنا بحاجة لتوضیح أهمیّة هذا الاتحاد المعنوی. ورغم عدم إقتصار الأسرار والفوائد الاجتماعیة والتربویة للصلاة على ما ذ?ر، إلاّ أنّ ذل? ی?فی لبیان عظمة أسرار هذه الفریضة.

قبسات من أسرار الصوم:

الصوم أحد الفرائض الإسلامیة، ولعل أحد آثاره التربویة أنّه یضع حدّاً «لح?ومة العادة والشهوة» على الإنسان وینقذه من عبودیته للرغبات النفسانیة. فأخطر وأسوأ الح?ومات ح?ومة الرغبة السیئة وعبودیة النفس، ولعل أبسط رغبة ـ ?إدمان التدخین ـ یسیء إلى عزّة النفس فضلاً عن سائر الرغبات. والإنسان الحر من لا تح?مه آیة عادة شاذة، ویقمع بإرادته ?ل نوع من هذه العادات، ومثل هذه الحریة والإرادة بحاجة إلى صمود ومقاومة إنّما یفرزها الصوم.

وبغض النظر عن ذل? فإنّ الصوم إحیاء للعواطف الإنسانیة. فالفرد الثری الذی یقضی عامه على الموائد الغناء ولا یعلم بالجائع الذی یعیش سنته جائعاً ?الصائم، إنّما یتذ?ر هذا الفرد حین صومه وجوعه طیلة النهار فیدر? وضعه، وبالتالی تتفعل عواطفه الإنسانیة فیف?ر فی ردم هذه الهوة وإعانة الفقراء والضعفاء.

حقاً أنّ صوم شهر رمضان أحد ملامح المساواة والاتحاد; ذل? لأنّ جمیع الطبقات ـ بما فیها الغنی والفقیر ـ تولی ظهرها لرغباتها وغرائزها طیلة هذا الشهر الشریف.

فلسفة الحج:

العبادة العظیمة الأخرى «الحج»، والحج شعیرة اجتماعیة تؤدّى فی أیّام معینة وأما?ن معینة من السنة. ویغض النظر عن ترسیخ هذه العبادة لعلاقة العبد بربّه، فإنّها یم?ن أن تعود على المجتمع الإسلامی بمختلف المنافع، وذل? لأنّه:

أولا: إنّ هذه العبادة تبدأ بتجرّد تام من خلال ارتداء قطعتین متواضعتین من القماش لتفعل مساواة العباد عند الله، ولعل هذا أعظم حلم إنسانی فی أن یأتی الیوم الذی تزول فیه عوامل التفاضل ال?اذبة من قبیل العِرق واللون واللغة والثروة ویعیش فیه الجمیع حالة المساواة أمام الله سبحانه. فالحج یسوق المؤمنین للتخلی عن الإمتیازات الاجتماعیة ویشعرهم أنّها لیست وسیلة للتفاضل.

ثانیاً: إنّ ذل? الاجتماع العظیم الذی یعدّ أعضائه الممثلین الحقیقیین للشعوب الإسلامیة یعتبر مؤتمراً سنویاً لمسلمی العالم والذی یعقد ?ل سنة فی هذه الأرض المبار?ة.

والإسلام لیس سلسلة من القوانین الأخلاقیة والسنن التربویة التی لا تنشد سوى إصلاح روح الآخرین لینأى بنفسه بعیداً عن المؤتمرات والتجمعات السنویة والاجتماعات الاسبوعیة والیومیة للأحزاب السیاسة ودعوته لتش?یل هذا المؤتمر السنوی فی هذه الأرض الطیبة. وبالطبع فإنّ هذا المؤتمر سینضوی تحته الأحزاب والحر?ات السیاسة العالمیة، غایة الأمر أنّ الزعماء السیاسیین التفتوا أخیراً إلى أهمیّة هذه الموضوعات، بینما سبقهم الإسلام أربعة عشر قرناً حین خطط لمثل هذه المؤتمرات. والمف?رون الذین یحضرون الاجتماع المذ?ور یسعهم الاطلاع على آخر التطورات التی یشهدها العالم الإسلامی، فیتدارسوا ?یفیة تحسین أوضاع المسلمین وتطهیر البلاد الاسلامیة من العناصر المناهضة للحریة والاستقلال و بالتالی رقیهم فی المجالات ?افّة. ولیت شعری أی اجتماع أفضل من أن ی?ون أعظم حلقة وصل لمسلمی العالم ?افّة بحیث یطلع زعماء الدین على أوضاع الأمّة الإسلامیة لمعالجة مشا?لها ومواجهة المؤامرات التی تحا? ضدّها.

لا ش? فی أنّ هذا المؤتمر یم?نه أن یلعب دوراً فی خدمة الوضع الاقتصادی والثقافی للمسلمین; ذل? لأنّ المف?رین والمختصین یم?نهم ـ بعد أداء فریضة الحج ـ الجلوس فی موقع هادىء لتبادل الآراء وطرح الخطط اللازمة بشأن الأمور الاقتصادیة والثقافیة الإسلامیة. إنّ مؤتمر الحج ?ان وما زال ملهماً لأغلب الحر?ات التحرریة والنهضات

العظیمة التی قام بها أبناء الإسلام; ذل? لأنّ نطفة أغلب الثورات الإسلامیة التی هدفت إلى الاطاحة بح?ومات الظلم إنّما عُقدت فی رحم أیّام الحج. ?انت هذه قبسات من أسرار الحج، وما زال الوقت مب?راً لأن یقف العالم على أسرار الحج وأهمیّته ?ما قال أحد الأعلام.

ونستنتج ممّا سبق أنّ ل?ل الشعائر الإسلامیة أسراراً تعود مباشرة على الإنسان الذی یأتی بها أو المجتمع الذی یعیش فیه.

يسلمو موضوع في القمة سلمت يداك

ما شاء الله
موضوع متميز للغاية
بارك الله فيك
وجزاك كل خير

رائع اخي مصطفى
بارك الله فيك يارب

بوركت اخي عالطرح الجميل

وجزاك الله خيرا

سلمت يداك يالغالي فعلا أجمل مافي الدنيا عبادة الله وصلاة ركعتين لوجه الله عندما يكون الإنسان مشتتا تذهب عنه وتبعث في قلبه الطمأنينة

سبحان الله
جزاك الله الجنة