وحقق
مانشستر يونايتد الفوز في ذهاب دور الـ16 بثلاثية مقابل هدفين على ملعب
سان سيرو، كان لنجم الموسم حتى الآن في اوروبا "واين روني" نصيب الأسد في
هذه الثلاثية بهدفين رائعين من رأسيتين رائعتين، ولحسن حظ مانشستر أنه
تصدر مجموعته واحتل الميلان - رغم فوزه وتعادله مع الريال- المركز الثاني
فكان عليه خوض اللقاء الأول في ميلانو والعودة في أولد ترافورد والذي
سيقام اليوم بطبيعة الحال.
لعب مانشستر يونايتد مباراة جميلة في
لقاء الذهاب بفضل حنكة مدربه "فيرجسون" في التعامل مع المباراة بزجه
بخماسي وسط صريح 4 منهم لعبوا كوسط إرتكاز "بارك، فليتشر، كاريك وسكولز"،
واستطاع بهم إحراز هدف التعادل في الشوط الأول، وبعد تأكده من ارهاق
الدفاع الإيطالي بقيادة نيستا بفضل تحركات روني وناني قام بسحب الأخير
واللعب بفالنسيا كجناح أيمن صريح واستطاع الإكوادوري صناعة الهدف الثاني
لروني إضافة لغلغلته المستمرة للدفاع ليضيف روني الهدف الثالث بصناعة
فليتشر، وقبل النهاية يتعرض كاريك للطرد وفي الوقت الذي كان يقوم فيه
فيرجسون بتجهيز "أندرسون" ليحل محله في لقاء الإياب جاءه خبر إصابته في الركبة وابتعاده عن بقية مباريات الموسم، ما اضطره لتجهيز لاعب الوسط الأيرلندي "دارين جيبسون" في مباراتي أستون فيلا في نهائي كأس كارلينج وولفرهامبتون في الدوري.
وسقط
مانشستر في فخ الارهاق الفترة الماضية بعد عودته من إيطالية حيث خسر على
ملعب جودسون بارك 1/3، وسريعاً استعاد بريقه في مباراة ويستهام على أولد
ترافورد بثلاثية نظيفة ليدخل معمعة المنافسة على لقب الدوري من جديد.
ويدخل
اليونايتد لقاء اليوم بمعنويات مرتفعة لسابق قلب تأخره بهدف لفوز تاريخي
على أستون فيلا في نهائي كارلينج كب على ملعب ويمبلي الجديد يوم
الأحد قبل الماضي بهدفي "أوين وروني" ليحقق لقبه الرابع في البطولة،
بالإضافة لانتزاعه فوز صعب من ولفرهامبتون على ملعب المولينو بهدف ماركة
"بول سكولز"، ولعب اليونايتد هذه المباراة في ظروف صعبة للغاية لغياب روني
وجيجز وفليتشر وعدد أخر من اللاعبين فضلاً عن اعداد فيرجسون لبعض اللاعبين
كدارين جيبسون وبراون ونيفيل لمواجهة الميلان بدلاً من كاريك المطرود
وأندرسون المصاب ودا سيلفا ضعيف الخبرة.
نعم براون اصيب ولكن الدفاع مُكتمل
عاد
كل عناصر مانشستر يونايتد من إصاباتهم الخطيرة التي تعرضوا لها طوال هذا
الموسم الكئيب للغاية بالنسبة لفرديناند وفيديتش اللذين لم يجتمعا معاً في
الخط الخلفي إلا في مرات معدودة على أصابع اليد الواحدة، وتواصل المشاكل
مطاردة فيرجسون لتعرض "براون" لكسر في الساق ادى لانتهاء موسمه مثل
أندرسون، وللحق فإن هذا خبر جيد جداً (تكتيكياً وواقعياً) فمستوى هذا
اللاعب ضعيف للغاية سواء على الصعيد الدفاعي أو الهجومي، وإذا كان رافائيل
دا سيلفا ضعيف جسدياً أمام القوة الهائلة لرونالدينهو فإن لديه الدافع
والراغبة في إثبات نفسه لفيرجسون بعد أن خيب أمله في لقاء الذهاب لتسببه
في إحراز الميلان هدفين.
بخلاف عودة الصلادة الدفاعية الغائبة عن
مانشستر فيجب أن لا ننسى أرقام الشياطين على أرضية ميدانهم، فلم تهز
شباكهم سوى 8 مرات طيلة الموسم، وربما يشكك البعض في صحة هذا الرقم لسابق
اهتزاز شباك الشياطين 5 مرات في 3 مباريات اقيمت على أولد ترافورد ضمن
دوري مجموعات دوري الأبطال هذا الموسم، ولكن إذا عرف السبب بطل العجب، فقد
لعبوا ضد سيسكا موسكو بقلب الدفاع البلجيكي عديم الخبرة "ديليت" واستخدم
فيرجسون لاعبين لا يفقهون شيئاً في المهام الدفاعية التامة، لهذا أحرز
سيسكا 3 أهداف وسجل فولفسبورج هدفاً وسجل بيشكتاش مثله.
أما
الآن؟ الوضع مختلف تماماً، بوجود فرديناند الذي استعاد كامل طاقته بعد
فترة غياب أسبوع لتجدد إصابة الظهر، فتم تجهيزه يوم السبت ضد ولفرهامبتون،
ومن قبله فيديتش الذي كاد يتسبب في حدوث كارثة في نهائي كارلينج كب
لارتكابه خطأ فادح داخل منطقة الجزاء مع أجبونلاهور، لكن مستواه تحسن
ومؤكد استفاد من أخطائه التي من الصعب ان يقع فيها مُجدداً في مباراة
مصيرية كمباراة الميلان، ولم يسبق لقائد صربيا مواجهة ميلان على اولد
ترافورد ففي لقاء عام 2007 غاب بداعي الإصابة ولعب بدلاً منه الظهير
الأيسر آنذاك "هاينزا" ما تسبب في إحراز كاكا لهدفين.
هل تكفي يقظة أمبروزيني لإيقاف الفتى الناضج؟؟
ستضيف عودة واين روني لخط الهجوم
كثيراً، فشهية المهاجم الدولي الإنجليزي مفتوحة على إحراز الأهداف في دوري
أبطال اوروبا فلم يُحرز سوى هدفين فقط في مرمى الميلان، وسيستغرب القاريء
إذا علم بأن "مايكل أوين" هو هداف الشياطين بـ4 أهداف خلف هداف البطولة
"كريستيانو رونالدو" بفارق هدفين فقط، أي أن هناك فرصة لروني إذا واصل
الشياطين مشوارهم لإنتزاع لقب هداف البطولة والذي سيزيد من اسهمه للترشح
نهاية العام لنيل جائزة أفضل لاعب في العالم 2010 بشرط أن يحدث الفارق
للإنجليز في مونديال جنوب أفريقيا.
ووصفـه قائد ميلان "ماسيمو
أمبروزيني" باللاعب المتكامل أثناء حديثه في المؤتمر الصحفي الذي عُقد
ليلة أمس، ووضعه ضمن أفضل لاعبي العالم هذا الموسم، وقال: "روني يعتبر
أفضل لاعب في العالم، إنه أفضل مما كان عليه في الماضي، تحسن بصورة واضحة
ليصبح الآن لاعباً مُتكاملاً، ويُمكنني أن أقول: إنه افضل لاعب في العالم
في هذه اللحظة".
وأحرز روني أخر اهداف مانشستر يونايتد على ملعب
أولد ترافورد في مرمى ويستهام برأسيتين تشبها رأسيتيه في مرمى الميلان، ثم
غاب عن 41 دقيقة من نهائي كارلينج حيث شارك بدلاً من أوين نهاية الشوط
الأول والنتيجة تعادل 1/1 وقبل نهاية المباراة أحرز هدف الفوز، وبعدها
بأقل من ثلاثة أيام لعب ضد مصر مباراة ودية رفقة إنجلترا على ملعب ويمبلي
لمدة 90 دقيقة ما أثار حفيظة فيرجسون الذي امتعض من طريقة استخدام كابيللو
للاعب على هذه الأرضية السيئة وقال: "انتظرت ليخرج روني مع مجموعة
التغييرات التي اجراها كابيللو لكنه لم يفعل وجازف به ليتعرض لإصابة في
الركبة".
وغاب
روني عن مباراة ولفرهامبتون التي عانى فيها الشياطين هجومياً بصورة ملحوظة
حيث جاء الهدف من سكولز الذي استغل خطأ دفاعي فادح من زوبار ليُحرز الهدف
المئوي له والذي تصدر على إثره الفريق الدوري بصورة مؤقتة حتى يوم 24 مارس
موعد نتيجة مباراة تشيلسي مع بورتسموث المؤجلة من الاسبوع الـ29 لإنشغال
الأسود بلقاء ستوك في كأس الاتحاد الإنجليزي.
ويعود روني للقاء
اليوم وسط اشادات كثيرة جداً من لاعبي الميلان خاصةً ديفيد بيكهام،
والمدرب البرازيلي "ليوناردو" الذي قال: "روني هو سبب نجاح مانشستر
يونايتد هذا الموسم، مستواه ثابت ويقدم عطاءات كبيرة، من غير المعقول
رؤيته يتطور وينضج بهذه السرعة، ربما كان مُتأثراً لوجود كريستيانو
رونالدو لكنه الآن تحرر كثيراً".
الإستراتيجية
سيلعب
مانشسيتر بطريقة متوازنه في هذا اللقاء لضمان الخروج بنتيجة إيجابية، فقد
قال فيرجسون لن يتراجع للخلف مُستغلاً تقدمه بهدفين بل سيذهب نحو الأمام
لمحاولة إحراز هدف لذا من المرجح أن يلعب بنفس الأسلوب الذي اتبعه في لقاء
الذهاب، بخماسي وسط ملعب وامامهم واين روني كمهاجم صريح وبيرباتوف على
الدكة ينتظر دوره في الشوط الثاني إذا حدث مفاجأة.
ومن المُرجح
أن لا يلعب ديفيد بيكهام بالتالي يُمكن للظهير الأيسر "إيفرا" التقدم
لأداء الدور الهجومي إذا اتيحت له الفرصة، وناحية اليمين سيلعب بفالنسيا
أساسي هذه المرة بعد الأداء الرائع الذي ظهر به مؤخراً، فمن المستحيل وضعه
على الدكة ومستواه في ارتفاع متصاعد، وفيرجسون ذكي ويعرف متى يواصل منح
الفرصة للاعب ومتى يسحبه من الملعب، ونتذكر جميعاً حالة ناني عندما منحه
الفرصة كاملة بعد تألقه ضد هال وبورتسموث وآرسنال ولكن البرتغالي لم
يستغلها وتعرض للطرد وتم إيقافه لمدة شهر كامل محلياً ليعود لنقطة الصفر
من جديد!!.
غيابات
يغيب عن الفريق عدد
كبير كما سبق وأسلفنا من اللاعبين المتميزين لأسباب مختلفة: مايكل أوين
تعرض لإصابة في الركبة بسبب سوء أرضية ويمبلي ويغيب لنهاية الموسم، جيجز
لم يتعاف بعد من كسر ذراعه الأيمن ومن المحتمل عودته الأسبوع المقبل، وجون
آوشيه لم يخلص بعد من كسر الكاحل، وإنضم كلٍ من أندرسون وويسلي براون
لقائمة المصابين حتى نهاية الموسم.
ويوجد شك في مشاركة إيفانز لتعرضه لإصابة طفيفة في الركبة، وسيغيب مايكل كاريك لإيقافه حيث نال بطاقة حمراء في اللقاء الأول.
المدافع
فيديتش هو اللاعب الوحيد المُهدد بالإيقاف في لقاء ذهاب دور الثمانية إذا
قُدر ومر مانشستر من الميلان لسابق نيله بطاقة صفراء على ملعب سان سيرو.
الرسم البياني لخطة الشياطين:
الحراسة: فاندر سار
الدفاع: إيفرا، فيديتش، فرديناند، رافائيل
الوسط الدفاعي: فليتشر، جيبسون، سكولز
الوسط الهجومي: بارك، فالنسيا
الهجوم: ورني
صورة توضيحية لتحركات اللاعبين:
من فضلك لا تصبح "دينيس لو" جديد!!
هل تذكرون ليلة عودة مانشستر يونايتد
لمنافسة ريال مدريد على بطاقة الترشح لدور الثمانية بدوري أبطال اوروبا
2003/2002؟ عندما كان بيكهام هو سبب هذه العودة بركلة حرة مباشرة ثم
بانطلاقة سريعة من هجمة مضادة.
من الممكن ان يُعيد بيكهام
الميلان في اللقاء بفضل خبرته وحفظه أرجاء ملعب أولد ترافورد خاصةً في
الوقت القاتل من المباراة عندما يستعين به ليوناردو الذي لا يود الوقوع في
خطأ لقاء الذهاب بوضع سيدورف على دكة البدلاء.
ربما تكون ليلة
دراماتيكية لا تُنسى في عالم كرة القدم إذا فعل بيكهام شيئاً مُشابهاً لما
فعله الأسطورة الأسكتلندية "دينيس لو" عام 1974 عندما لعب أخر مواسمه رفقة
مانشستر سيتي بعد رحيله عن مانشستر يونايتد عام 1973، فقام بإحراز هدف
قاتل في مرمى الشياطين في المباراة الأخيرة بالموسم تسبب في هبوط الفريق
لدوري الدرجة الأولى آنذاك، وخرج يبكي بكاءاً حاراً.
بدون شك
المواقف متقاربة والخروج هذه الأيام من دوري أبطال اوروبا مُكلف للغاية
كخروج أي نادي من الدوري الممتاز في سبعينات القرن الماضي.
وسيرحب
أنصار مانشستر بعودة بيكهام الذي قدم كل ما لديه لخدمة الفريق في دوري
أبطال اوروبا 1999 عندما صنع هدفي الفوز على البايرن لكن المهم أن لا يفعل
مثلما فعل دينيس لو.
ويشتهي بيكهام العودة للعب على أرضية الأولد
ترافورد بعد غياب 7 سنوات فربما لا تتاح له فرصة مماثلة في المستقبل فقد
تجاوز عمره الـ34 عاماً وبات على مقربة من إعتزال اللعب.
ويعتقد
فيرجسون أنه من الصعب إشراك بيكهام أساسياً لظروف المباراة وتكتيك الميلان
الذي لا يحتاجه في هذا اللقاء الذي سيلعب فيه ليوناردو بمبدأ "الكل في
الكل".
وقال فيرجسون: "اجد صعوبة في تحديد تشكيلة الميلان ولا اعرف
ما إذا كان بيكهام سيبدأ المباراة أم لا، ليس لديّ إستنتاج محدد، ولكن هذه
المرحلة مغايرة لمباراة الذهاب التي بدأها، ما استطيع التنبيه منه هو
عرضياته المتقنة فنحن نعرف تأثير هذه الكرات عندما يقوم هو بإرسالها".
بيكهام ليس بول إينس، .. لا تتركوهم يأصلوا العقدة
فيرجسون:
"بيكهام سيتم استقباله كما ينبغي أن يكون حسب عطاءه، إنه يستحق استقبالاً
حسناً، ولا يجب أن يتعامل معه الجمهور بنفس الأسلوب الذي تعاملوا به مع
بول إينس عندما جاء إلى هنا مع ليفربول، وهذه أمور مفهومة الآن".
فاندر سار:
" لا أريد أن أكرر ذات الأخطاء الذي ارتكبناها في الماضي فأخرجونا في
مواجهات سابقة ، لقد لعبوا معنا هنا وسجل كاكا هدفين قبل أن يكون سيدورف
أكثر من رائع في لقاء العودة، الوضع الآن اختلف فلدينا نتيجة جيدة في
ملعبهم ، لكن نريد أن ننهي المهمة في ليلة ساحرة في الأولد ترافورد".
رافائيل دا سيلفا:
"من المؤكد إذا حصلت على الفرصة ولعبت ضد الميلان غداً الأربعاء ساتذكر ما
حدث في سان سيرو قبل ثلاثة أسابيع، وسأعمل بخطط مُغايرة ضد رونالدينهو،
فقد افادتني تجربة مباراة الذهاب كثيراً".
سولسكيار: "أنطونيو
فالنسيا حلم أي فريق، أي مدرب يتمناه، لأنه يعمل بجدية ويُهدد المرمى
ويُخلخل الدفاع ويحافظ على الكرة لأطول فترة ممكنة ما يقلل الضغط على
الفريق".
واضاف: "لياقة هذا اللاعب عالية ويحب العمل المتواصل
ويمكنني مقارنته بديفيد بيكهام، فأخلاقه رفيعه مع كل اللاعبين، وفكره
جماعي بحت مثل بيكهام، فهو يُفكر في زملائه أكثر من نفسه، وهذه هي صفات
ديفيد بيكهام، اللعب إلى الأمام والعبور لصناعة الأهداف".
توقعات:
فوز مانشستر يونايتد 1/2
موضوع: تقديم: مانشستر الشرس لن يرحم الميلان المفترس في حلقة جديدة من المسلسل الانتقامي 
